اكتب هذه القصيدة الى من ضاع في
حدود عينيها الواسعتين
قلبي الصغير ومازال مفقودا حتى
اللحظة
إلى من تسربت مثل الغاز إلى
اعماقي
وترسبت مثل الضوء على احداقي
إلى من لاتتسع لرسمها الف الف
لوحة
ولا يترجم روعتها الف الف قاموس
إلى اروع وجه التصق في قزحية
عيني
الى اعذب صوت اخترق طبلة اذني
الى رائعة الرائعات (نجلاء العكوري)
بقلمي / عمر محمد إسماعيل
كلية الإعلام
28/1/2010م
قل للزميلة في العباءة اللامعة
ماذا فعلت بطالب في الجامعة
قد كان هيأ للدراسة نفسه
فسحرته ببريق عين واسعة
سكبت عطورك في عميق جراحه
فتسربت حتى الوريد..تـُقطعه
أهدابك طرف الجبين...خناجر
ذبحته في الشريان غير ممانعة
الضوء في خديك فت عروقه
والكحل في عينيك زاد مواجعه
دبوسك الفظي غاص بقلبه
فصار يحدث كالفقاعة فرقعة
وحجابك الوردي شق ضلوعه
نصفين مثل محارة أو قوقعة
تلميذنا المسكين أصبح غارقا ً
بمياه عينك ليس يملك أشرعة
فكيف يبحر من شواطئ برقها
وأمامه..الطوفان جاء ليبلعه
وكيف ينقذ نفسه من عمقها
ووراءه الأمواج تصرخ جائعة
تلميذنا المسكين أصبح عالقا ً
كاليخت يشهد في عيونك مصرعه
منذ رآك وفكره... متبعثرٌ
كالرمل تنثره رياح الزوبعة
قلبت ِ نظام حياته...غيرته
يغفو ويصحو في تمام الرابعة
كالطير يخرج باكرا من بيته
وبعينه وهج الشموس الساطعة
صب العطور ورشها في قميصه
ومضى يمشط شعره بأصابعه
ومضى إلى الإعلام يسبق ظله
فلعله... يلقى العيون الرائعة
ترك المحاضرة المهمة خلفه
ورمى الكتاب على رصيف القارعة
وظل في احد الكراسي هائما
متأملا بيض الوجوه الجازعة
يترقب الخطوات.. يمضغ صبره
ويعد أحجار الرصيف وشارعه
فإذا مررت كغيمة...بجواره
شهقت بصدره ألف روح طالعة
يلقاك ما بين الوجوه...حقيقة ً
ويرى وجوه الأخريات..كأقنعة
يلقاك مابين النساء..حمامة ً
وسواك إما قردة ٌ أو ضفدعة
فيسير نحوك عاشقا ً.. متألقا ً
وظلاله المشنوق خلفه يتبعه
يمشي على جسر الحنين وروحه
مصلوبة ٌخلف السماء السابعة
يمشي إليك وقلبه... في كفه
حتى الرياح بعصفها لا تمنعه
يشدو ورائك بالغناء... كأنه
قس ترنم في زوايا صومعة
يتلو عبارات الهوى كمراهق
يتلو عليك قصائدً متواضعة
يلقي عليك بحاجبيه...تحية
وكفارس يحني إليك..القبعة
والوردة الحمراء بين ذراعه
قطفتها من سور الحديقة بائعة
فأتى إلى عينيك يحملها وقد
ماتت بدفتره الصغير منازعة
قطف الكواكب والنجوم وشمسها
وأتى إلى عينيك يحملها معه
ترك الخرائط في زوايا رفوفه
وأتى يفتش في عيونك موقعه
هل بعد هذا يا زميلة..كله
يلقاه وجهك بالتغاضي ويُرجعه ؟!
تلميذتي الحسناء..إنه عاشقٌ
حفر البكاء أحداقه ومدامعه
لما رآك على الرصيف كنخلة ٍ
من شدة الإعجاب عض أصابعه
فأحبك حتى...تغرغر قلبـــه
وكاد برق شفاهك أن ينزعه
وأحبك حتى...تقلــص عـظمه
وتشققت مثل المرايــــا أضلعه
غطا غرامك كالحرائق جلده
من شعره حتى أقاصي إصبعه
لم يبقى شبرٌ واحدٌ في وريده
إلا وحبك كالزلازل يصدعه
لم يبقى نصف خلية بدمائه
إلا وحبك فيه رمـــحٌ يزرعه
والله يا( نجلاء) تــــاه شعوره
والروح في جنبيه أمست ضائعة
صار يراك على نقوش جداره
ويراك في الأدراج بين الأمتعة
صار يراك في زجاجة عطره
ويراك في وجه المرايا الناصعة
صار يراك في خيوط قميصه
كفراشة حطت في كف مُزارعة
ويراك حتى في شرود شروده
وبشارع الأحلام يصحبك معه
إن جاء يأخذ يا زميلة دفتراً
يلقاك من جيب الحقيبة طالعة
إن جاء يقرا درسه مستذكرا ً
يلقاك مابين الدفاتر قابـــعة
تجرين كالأسماك في صفحاته
وتسافرين على السطور كأشرعة
مثل الأرانب تمضغين حروفه
وكما الكناري تنقرين.. مسامعه
زيتية العينين.... إنه عاشق ٌ
قدح المحبة من يديك تجرعه
والله لو وضعوا السماء يمينه
ويساره وضعوا الحدود الأربعة
والله لو وضعوا الشموس برأسه
تاجا ً..وأحجار العقيق تـُرصعه
ما تاب عن عشق عيونك لحظة ً
أو حاد حتى خطوة عن موضعه
كل الممالك دونك مرفوضة
كل كنوز الروم ليست تـُقنعه
هو ليس يقصد بالمحبة منصبا
هوليس يطلب بالمحبة منفعة
هو ليس ينشد بالمحبة مطلبا
فمراده أنت ِ..وأنت ِ مطمعه
هو عاشق ٌ رضع الصبابة والصبا
عرش القصيدة بالغرام تربعه
ما كان عشقه للعيون خرافة ً
كلا ولا كانت مجرد شائعة
لو تدركين أيا زميلة..حبه
جئت ِ وقلبك في يديك مبايعة
لو تعلمين مدى غلاك بقلبه
جئت على جسر المحبة مسرعة
جئت كشمس ترتمين بقربه
ووراءك الأقمار تسجد راكعة
تلميذنا في الحب أعظم راسب ٍ
وأنت ِ في فن الغواية بارعة
في خلده ألف سؤال حائرٌ
ولست ِتعطيه الإجابة مقنعة
فكيف يفهمك وأنت ِ لوحـــة ٌ
رُسمت بفرشاة الإله المبدعة
وكيف يقراك وأنت ِ صفحة
كل الحروف بمتنها متقاطعة
شفافة الشفتين رقي لحاله
هجر الكرى أهدابه ومضاجعه
ما عاد يرغب بالمنام..وليله
صمت ٌ..وأشباح ظلام مفزعة
لفراشة القنديل يشكو حزنه
وأصابع المنديل تمسح أدمعه
يتنهد الأحزان يشهق جرحه
وكأنه...طفل ٌ أصيب بفاجعة
طفل تمشى وأمه...فتدحرجت
منه يداها في زحام شوارعه
فصار يحتضن الرصيف وسادة
ويظم نهد الشوق حتى يـُرضعه
يقتات من خبز الحنين طعامه
يقتات أشواقا ً...وليست تـُشبعه
يمتص من غيم الكآبة ماءه
ويظل كالصحراء رملا ًشاسعة
جفت قوارير الدموع بعينه
جفت مياه عروقه ومنابعه
جفت صنابير الهوى بدمائه
وحقوله احترقت وكانت يانعة
تلميذنا المسكين أصبح قاحلاً
لا شي يبعثه....ويشفي مواجعه
لاشي يرويه...ويسمن جوعه
إلاك يا ذات العيون الواسعة