الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أحبتي في الله إن مما أصبح شائعا على كل لسان قولهم فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html) شهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html) على كل من يعتقد أنه مات بسب من الأسباب التي جاء الشرع بإثبات الشهادة لمن مات بأحدها, ولذا أردت التنبيه على هذه القضية وهي أنه لا يطلق على شخص لفظ الشهادة على سبيل الجزم إلا فيمن ورد فيه نص شرعي فيحكم له بالشهادة
بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى فيصحيحه : باب : لا يقال (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)شهيد
قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله ))
وذكر هذا الحديث :
عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً ، وَلاَ فَاذَّةً إِلاَّ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَاأَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن َالْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ ،وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًافَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِقَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِه فَخَرَجْتُ فِيطَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِفَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَايَبْدُو لِلنَّاسِ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ))
يقول الحافظ بن حجر في الفتح :" أي على سبيل القطع بذلك
وقال رحمه الله تعالى :" قوله : ( قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله )
أي يجرح وهذا طرف من حديث تقدم في أوئل الجهاد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/f80/ )من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة باللفظ الأول ومن طريق الأعرج عنه باللفظ الثاني ووجه أخذ الترجمة منه يظهر من حديث أبي موسى الماضي " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "
ولا يطلع على ذلك إلا بالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة فقوله " والله أعلم. بمن يكلم في سبيله " أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق (
http://www.dana-b7 r.com/vb/f80/ )كون كل مقتول في الجهاد أنه في سبيل الله "اهـ.
وجاء في موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون دم والريح ريح مسك".
يقول بن عبد البر رحمه الله في التمهيد :" وفي قوله عليه السلام "والله أعلم بمن يكلم فيسبيله"
دليل على أن ليس كل من خرج في الغزو تكون هذه حاله حتى تصح نيته ويعلم الله من قلبه أنه خرج يريد وجهه ومرضاته لا رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخرا. اهـ
ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم :" قوله صلى الله عليه وسلم : ( والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه ، وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، قالوا : وهذا الفضل ، وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار ، فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة ، وقطاع الطريق ، وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك. والله أعلم "
ويقول الباجي رحمه الله في المنتقى شرح الموطأ :" ثم قال صلى الله عليه وسلم : والله أعلم بمن يكلم في سبيله على معنى أنهذا الحكم ليس على الظاهر أن من كان يقاتل في حيز المسلمين أنه ممن يقاتل في سبيله ويكلم في سبيله لأنه قد يكون في حيز المسلمين ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه ويقاتل للمغنم ولا يكون لأحد من هؤلاء هذه الفضيلة حتى يقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فتكلم على هذا الوجه فحينئذ يكون ممن يجيء يوم القيامة وجرحه يثغب دمايريد والله أعلم أن لون ذلك الدم لون الدم وريحه ريح المسك وهذا دليل على فضيلته وعلو درجته وما له عند الله من الثواب الجزيل " اهـ
فتأمل قوله (معنى أن الحكم ليس على الظاهر) فدل على أن الحقيقة حقيقة الشهادة لا يعلمها إلا الله وإنما نحن نقول يرجى له الله الشهادة إن شاء الله تعالى وذلك أن الحكم بالشهادة على شخص وكون مات شهيدا هذا حكم له بالجنة والحكم بالجنة يحتاج إلى دليل وهذا يؤيده ما في كلام الحافظ بن حجر السابق حيث قال رحمه الله تعالى:" " ولا يطلع على ذلك إلابالوحي فمن ثبت أنه في سبيل الله أعطي حكم الشهادة فقوله " والله أعلم. بمن يكلمفي سبيله " أي فلا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله فلا ينبغي إطلاق كون كل مقتول فيالجهاد أنه في سبيل الله ".
ويقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه على الطحاوية في إجابة على سؤال طرح عليه:" فإذاً الشهادة للمُعَيَّنِ بالجنة ممنوعة،وكذلك بما يَدُلُّ على أنه يُشهَدُ له بالجنة، مثل هذه الأسباب ونحوها.
من ذلك الشهادة له بأنه شهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)وقد جاء في صحيح البخاري بحث هذه المسألة، وبَوَّبَ عليها هل يقال (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)شهيد؟ وذكَرْ أثر عمر : (( إنكم تقولون لمن مات في معارككم فلان ٌشهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)فلانٌ شهيد، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله، والله أعلم بمن يقتل في سبيله ))
لأنه هل كان يُقَاتِلُ يريد أنتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى؟
هذا أمر غيبي فلذلك لا تجوزالشهادة لمعين؛ لكن نرجوا له، من مات في أرض المعركة نرجوا له الشهادة، نقول نرجواله أن يكون شهيداً وهذا تبع للأصل أننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في إجابة على سؤال وجه إليهرحمه الله تجد في مجموع فتاويه ورسائله :" سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول: فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)شهيد؟.
فأجاب بقوله: الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف مثل أن يقال (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html): كل من قتل في سبيل الله فهوشهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك، فهذا جائزكما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ونعني بقولنا :ـ جائز ـ أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقاً لخبر رسولالله، صلى الله عليه وسلم.
الثاني:أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه : إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله: "باب لا يقال (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html): فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)شهيد"
قال في الفتح 90 /6 : "أيعلى سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم : فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)شهيد،ومات فلان (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)شهيداً ولعله قد يكون قدأوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله، صلى الله عليهوسلم:من مات في سبيل الله، أو قُتل فهو شهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيدبن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" ا.هـ. كلامه.
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيداً أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى ذلك: "مثل المجاهد فيسبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله".
وقال: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد فيسبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً اللون لون الدم، والريح ريح المسك".رواهما البخاري من حديث أبي هريرة،
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي، صلى الله عليه وسلم،بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ.
وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد (
http://www.dana-b7 r.com/vb/redirector.php?url=h ttp%3 A%2 F%2 Fwww.q3 r3 .com%2Fvb% 2 F5564.html)إلا بنص أو اتفاق
وفي الأخير أذكر كلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى حيث قال:" وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولاً في عصبية جاهلية يسمونه شهيداً "