ماذا ينتظر المسلمون ؟
إن أهل فلسطين وقد اشتدت قبضة الصهيونية عليهم ليستغيثوا بالمسلمين ويصرخوا ، ويطلبوا النجدة ، ويهيبوا بالمسلمين بعدم الخوف من يهود ، فهل من مجيب ؟
إنهم يرجون من المسلمين أن يتجدد عندهم الأمل في نصر الله للمؤمنين ، وفى وعيده الثابت بقهر اليهود إذا اتحد المسلمون وقوى صفهم ، ويقول سبحانه بصراحة (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيم).
إن انتفاضة الشعب الفلسطيني المؤمن كانت كالصاعقة في وجوه الذين ظنوا أن شعب فلسطين قد تقاعس وانتهى ورضى بلعبة المفاوضات وانطلت عليه دعاوى السلام وظنوا أن هؤلاء المجاهدين ما هم إلا مجموعة من الإرهابيين وقطاع الطرق ، لكن الحقيقة أن الانتفاضة قد تمردت على الاستعمار العالمي واليهودي، ومخططات إسرائيل ، وكيد أمريكا والغرب وهؤلاء في وقفتهم الصامدة وهم عزل ، أمام دبابات وطائرات وصواريخ إسرائيل ، ترجع لأسباب عميقة تمتد في أعماق ماضي هذا الشعب المؤمن الذي تراكمت صور الظلم اليهودي والاستبداد في حياته ، على مدى أعوام طويلة ، فلا محالة أن جاءت انتفاضته صادقة ، تحرص على الموت لتوهب لها الحياة ، لقد جاءت انتفاضة أهل فلسطين لتؤكد أن الثورة على الباطل تصنعها الشعوب ، عندما تحاول القوى الاستعمارية أيا كانت المساس بدينها وعقيدتها وشخصيتها وكيانها ومحاولة فصلها عن قرأنها وتاريخها الإسلامي ، الذي لا يقوم هذا الشعب المسلم إلا به ، إنها تحتاج منا جميعا إلى العون بكافة ألوانه ، العون المادى والمعنوي ، عون الحكومات العربية والإسلامية وهى تملك الكثير، مقاطعة كل ما ينتجه الغرب ، وما يصدره إلينا ، مقاطعة ثقافة الغرب ، وحضارة الغرب الزائفة ، التي لا تقدس إلا الانحراف والجنس وتقضى على الأسرة والشباب والعفة والفضيلة ، وتهدم الأسرة.
إن مقومات العالم العربي والإسلامي ليست بالأمر الهين ، فالمقومات البشرية تفوق مليار مسلم ، ومساحة العالم الإسلامي أكبر من ربع العالم كله ، والمقومات الاقتصادية ، والمالية ، والعلمية ، كل هذا وغيره لو أحسن استخدامه لتقدمت الأمة العربية والإسلامية وأصبحت كتلة إسلامية ، ومعسكرا يحقق التوازن بين الشرق والغرب ، وتختفي النقطة السيئة السوداء من الخريطة وهى إسرائيل الباغية المزعومة إلى الأبد.
"ويسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا