أين الضجيج العذب والشغبُ=أين التدارس شابــه اللعبُ؟
أين الطفولة في توقدهـــا=أين الدمى في الأرض والكتبُ؟
أين التبــاكي والتضاحك في=وقت معـاً، والحزن والطربُ؟
يتزاحمون على مجالستــي=والقرب مني حيـثما انقلبـوا
فنشـيدهم: (بابا) إذا فرحـوا=ووعيدهم: (بابا) إذا غضـبوا
وهتـافهم: (بابا) إذا ابـتعدوا=ونَجيّهم: (بابا) إذا اقتربــوا
فـي كـل ركـن منهـمُ أثـر=وبـــكل زاوية لهم صخبُ
في النافـذات زجاجَها حطموا=في الحائط المدهون قد ثقبـوا
في الباب قد كسـروا مزالجه=وعليه قد رسموا وقد كتبـوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا=في علبة الحلوى التي نهبـوا
في الشطر من تفاحـة قضموا=في فضْلة الماء التي سكـبوا
إني أراهـم حــيثما اتجهتْ=عيني كأسـراب القطا سَربوا
ذهبوا، أجـلْ ذهبوا ومسكنهم=في القلب ما شطوا وما قربوا
دمعـي الـذي كتمتـُهُ جَلـَدا =لما تبـاكوا عندمـا ركبـوا
حتـى إذا سـاروا وقد نزعوا=من أضلعي قلبـا بهـم يجبُ
ألفيـتـُني كالطفل عاطفــة=فإذا بـه كــالغيث ينسـكبُ
قد يَعـجـب العذال من رجل=يبكي، ولو لـم أبـكِ فالعجب
هيهـات مـا كـل البكا خوَر=إني وبي عـزمُ الرجـالِ أبُ
قصيدةللشاعر بهاء الدين الأميري وذلك لما سافر أولاده الثمانية من المصيف إالى حلب