أقسام الخواطر
محمد ناصر الدين الألباني
...العلماء مختلفون في هذه المسألة اختلافا كبيرا, ذلك أنهم يقسِّمون الخواطر التي تخطر في بال الإنسان إلى ثلاثـة أقسام:
* خاطر,
* و هـم,
* و عزم,
الخاطر هو مبدأ الفكرة السيئة, تخطر في بال الإنسان, ثم قد تستقر وقد تولِّي وتذهب, فهذا الخاطر إتفقــوا أنه لا يؤاخذ عليه, إذا كانت خاطرة.
ثم إذا استقر هذا الخاطر في بال صاحبه, أخذ شيء من القوة و اُرتقى من الخاطر إلى الهم, وهذا الهم قد يكون قويا بحيث أنه ينصرف عنه صاحبه, فهذا أيضا مما لا يؤاخذ عليه بدليل الحديث السابق (( و إذا هم عبدي بسيِّئة فلم يعملها فلا تكتبوها شيئا )) أما إذا اشتد الهم, بحيث خطَّـط له ولم يبقى من ورائه إلا مباشرة العمل فذلك هو العزم, هي المرتبة الثالثـة, حيث لا يكون بعد العزم إلا المباشرة و التنفيذ. هذا العزم اختلف فيه العلماء, هل يؤاخذ عليه صاحبه أم لا ؟ فمنهم من قال يؤاخذ, ومنهم من قال لا يؤاخذ. وهذا القول الأخير, هو القول الراجح, بما سبق ذكره, من قيد (ما لم يتكلم أو يعمل به) أماَّ الذين خالفوا ذلك القول وذهبوا إلى أنه و لو لم يقترن معه قول أو عمل, فمادام وصل إلى مرتبة العزم ولم يقف إلى مرتبة الهَمِّ فضلا عن الخاطر, فإنه يؤاخذ, فحجتهم أو من حجتهم هذا الحديث الذي بين أيدينا, قال: ((إنه كان حريصا على قتل صاحبه))ولكن الجواب عن هذا الإستدلال قد عرف مما سبق, هو أن هذا الحديث, ليس فيه التنصيص على أنه عزم ولم يعمل, بل هو صريح أنه باشر العمل, لأنه لقي صاحبه و بارزه و أراد قتله ثم ظفر به صاحبه.
[من شريط: الجهاد في سبيل الله]