لابن تيمية كلام كثير حول تولية الرافضة وخيانتهم للمسلمين... ومن جديد ما طبع وفيه حديثٌ عن هذه المسألة ما ورد في
جامع المسائل 7 / 209 - في رسالة له بعنوان ( في أحكام الولاية ) قال رحمه الله :
... ثم إنَّ هؤلاء يخونون ولاة أمور المسلمين في الجهاد وحفظ البلاد ، وهم أعداؤهم عداوةً دينية ؛ إذ كانوا يعادون خيار الأمة ، وخيارَ ولاة أمورها الخلفاء الراشدين ، والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
والذي ابتدع الرَّفْض كان منافقًا زنديقًا أظهرَ مولاةَ أهل البيت ؛ ليتوسل بذلك إلى إفساد دين الإسلام ، كما فعل بولص مع النصارى ؛ ولهذا كانت الرافضة ملجأً لعامَّةِ الزنادقة القرامطة والإسماعيلية والنصيرية ونحوهم.
فلا يصلح لولاة الأمور أَنْ يولوهم على المسلمين ، ولا استخدامهم في عَسْكر المسلمين ، بل إذا استبدل بهم من هو من أهل السنة والجماعة = كان أصلح للمسلمين في دينهم ودنياهم.
وإذا أظهروا التوبةَ من الرفض ، لم يوثق بمجرَّدِ ذلك ، بل يُحْتَاطُ في أمرهم ، فيفرق جموعهم ، ويسكنون في مواضع متفرقة بين أهل السنة ، بحيث لو أظهروا ما في أنفسهم عُرِفُوا ، ولا يتمكنون من التعاون على الإثم والعدوان.
فإنهم إذا كان لهم قوَّة وعدد في مكان ، كانوا عدوًّا للمسلمين مجتمعين ، يعادونهم أعظم من عداوة التتر بكثير.
ولهذا يخبر أهل الشرق القادمون من تلك البلاد : أنَّ الرافضة أضر على المسلمين من التتر ، وقد أفسدوا مَلِكَ التتر وميَّلُوهُ إليهم ، وهم يختارون دولته وظهوره ، فكيف يجوز أَن يكون في عسكر المسلمين من هو أشد عداوةً وضررًا على المسلمين من التتر ؟!
والتتري إذا عَرَفَ الإسلام ودعلي إليه أَحَبَّهُ واستجاب له ، إذ ليس له دينٌ يقاتل عليه ينافي الإسلام ، وإنما يقاتل على الملك.
وأما الرافضة ؛ فإنَّ من دينهم السعي في إفساد جماعة المسلمين وولاة أمورهم ، ومعاونة الكفار عليهم ؛ لأنهم يرون أهل الجماعة كفارًا مرتدين ، والكافر المرتد أسوأ حالاً من الكفار الأصلي ، ولأنهم يرجون في دولة الكفار ظهورَ كلمتهم وقيام دعوتهم ما لا يرجونه في دولة المسلمين ، فهم أبدًا يختارون ظهور كلمة الكفار على كلمة أهل السنة والجماعة ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخوارج : " يقتلون أهل الإسلام ، ويَدَعونَ أهلَ الأوثان ".
وهذه سواحل المسلمين كانت مع المسلمين أكثر من ثلاثمائة سنة ، وإنما تسلَّمَها النصارى والفرنج من الرافضة ، وصارت بقايا الرافضة فيها مع النصارى.
وأما دولة التتر ؛ فقد علم الله أنَّ الذي دخل مع هولاكو ملك التتر ، وعاونه على سفك دماء المسلمين ، وزوال دولتهم ، وسَبْيِ حريمهم ، وخراب ديارهم ، وأخذِ أموالهم = فهم الرافضة ، وهم دائمًا مع اليهود والنصارى أو المشركين.
فكيف [ يكون ] [1] (
http://www.ahlalhdeeth.com/ vb/newthread.php?do=newthr ead&f=26 #_ftn1 ) مثل هؤلاء ولاةً على المسلمين أو أجنادًا ، لهم مقدَّم منهم في عسكر المسلمين ، يأكلون أموال بيت المال ، منفردين في بلادٍ عن جماعةِ المسلمين ؟!
فمن أعظم النُّصْحِ لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم = دَفْعُ ضرر هؤلاء عنهم. والله تعالى أعلم.
__________
[1] (
http://www.ahlalhdeeth.com/ vb/newthread.php?do=newthr ead&f=26 #_ftnref1 ) زيادة من عندي.