أحاديث لا تصحّ في حقّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ مدحًا وذمًا
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أمّا بعد...
أولًا: من الأحاديث الباطلة في مدح معاوية ـ رضي الله عنه ـ
لقد ساق ابن عساكر في ترجمته لمعاوية أحاديث واهية وباطلة طوّل بها جدًا فمن الأباطيل المُختلقة :
1-) عن وائلة ـ مرفوعًا ـ : كاد معاوية أن يُبعث نبيًا من حلمه وائتمانه على كلام ربّي (1)
2-) وعن أبي موسى : نزل عليه الوحي فلمّا سُرّي عنه طلب معاوية فلمّا كتبها ـ يعني آية الكرسي ـ قال : غفر الله لك يا معاوية ما تقدّم إلى يوم القيامة (2)
3-) وعن أنس : هبط جبريل بقلم من ذهب فقال : يا محمّد إنّ العليّ الأعلى يقول : قد أهديت هذا القلم من فوق عرشي إلى معاوية, فمره أن يكتب آية الكرسي به ويشكله ويعجمه فذكر خبرًا طويلًا (3)
4-) وعن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت آية الكرسي دعا معاوية فلم يجد قلمًا وذلك أنّ الله أمر جبريل أن يأخذ الأقلام من دواته فقام ليجيء بقلم فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم : خذ القلم من أذنك فإذا قلم مكتوب عليه (لا إله إلّا الله هديّة من الله لأمينه معاوية ) (4)
5-) وعن حذيفة ـ مرفوعًا ـ : يُبعث معاوية وعليه رداء من نور الإيمان (5)
6-) وعن أنس ـ مرفوعًا ـ : لا أفتقد أحدًا غير معاوية لا أراه سبعبن عامًا فإذا كان بعد أقبل على ناقة من المسك فأقول : أين كنت ؟
فيقول : في روضة تحت العرش (6)
7-) وعن ابن عمر ـ مرفوعًا ـ : يا معاوية أنت منّي وأنا منك, لتزاحمني على باب الجنّة (7)
قال الذّهبي بعد ذكر هذه الأحاديث وغيرها : فهذه الأحاديث ظاهرة الوضع والبطلان والله أعلم (
وقد ذكر أكثر هذه الأحاديث الشّوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (9)
وقال ابن كثير بعد أن ذكر حديثًا منها : وقد أورد ابن عساكر بعد هذا أحاديث كثيرة موضوعة (4) والعجب منه مع حفظه واطّلاعه لا يُنبّه عليها وعلى نكارتها وضعف حالها (10)
........................................
ثانيُا : من الأحاديث الباطلة في ذمّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ
1-) يطلع عليكم رجل فيموت على غير سُنّتي فطلع معاوية (11)
2-) وقام النّبي صلّى الله عليه وسلّم خطيبًا, فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة, فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم : " لعن الله القائد والمقود ". ـ أي يوم يكون للأمّة مع معاوية ذي الإساءة
وهذا الحديث لا يصح وهو كذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو من الكذب الموضوع باتّفاق أهل المعرفة بالحديث ولا يوجد في شيء من دواوين الحديث التي يُرجع إليها في معرفة الحديث ولا له إسناد معروف (12)
ثمّ من المعلوم من سيرة معاوية أنّه كان من أحلم النّاس وأصبرهم على من يؤذيه وأعظم النّاس تأليفًا لمن يُعاديه فكيف ينفر عن رسول الله ؟
مع أنّه أعظم النّاس مرتبة في الدّين والدّنيا وهو محتاج إليه في كُلّ أموره ؟
فكيف لا يصبر على سماع كلامه وهو بعد الملك يسمع كلام من يسبّه في وجهه ؟ فلماذا لا يسمع كلام النّبي ؟ وكيف يتّخذ النّبي
كاتبًا من هذه حاله (13) ؟؟؟
..................................................
قائمة المصادر والمراجع
1-) سير أعلام النّبلاء (3/127, 821)
2-) المصدر نفسه (3/128) موضوع
4,3-) المصدر نفسه (3/129) موضوع
5-) المصدر نفسه (3/130) موضوع
7,6-) سير أعلام النّبلاء (3/131) موضوع
8-) الفوائد المجموعة ص403 ـ 407
9-) البداية والنّهاية (11/409)
10-) سير أعلام النّبلاء (3/131)
11-) الموضوعات (2/15)
12-) البداية والنّهاية (11/438)
13-) أمير المؤمنين معاوية لشيخ الإسلام ابن تيمية, جمع وتقديم محمّد مال الله ص97