لم يكتف البعض ممن يسمون أنفسهم بالتغيريين من انتحال صفة الشعب والتحدث باسمه وهم يرددون شعار الشعب يريد إسقاط النظام مع إدراكهم بأن الشعار الواقعي هو المشترك يريد إسقاط النظام وليس الشعب، ولكن وكعادته الشعب اليمني لم يعرهم أي اهتمام ولم يطالب بمقاضاة من يتحدثون باسمه على اعتبار أن النظرية السياسية السائدة "كل يغني على ليلاه". "وما يصح إلا الصحيح" والصحيح بالطبع هو صوت الشعب وانتصار الشرعية الدستورية والجماهيرية والدينية بعيداً عن أي حسابات أو تهويلات أخرى تدفع بالأمور لصالح أجنده لم تعد خافية على كل ذي بصيرة.
ما يلفت الانتباه بروز ملامح السياسة الدموية التي ينتهجها المطالبين بإسقاط النظام من خلال تهديدهم ووعيدهم وما زالوا في المخيمات ولم يصلوا السلطة، مما يبشر بمستقبل دموي لا يقبل الخروج على ولي الأمر كما هو حاصل الآن.
فمن ينادي بإسقاط النظام لم ينادي من اجل اليمن والتنمية والقضاء على الفساد والأمية وإنما من أجل السلطة التي سيدشنونها بتنفيد وعودهم التي يطلقونها اليوم وليس أقلها همجية التهديد بمحاسبة كل من وقف ضد ثورتهم المزعومة، غير واعين بأن الشعب هو من يقف ضد انقلابهم ويا ترى كم سيحاسبون من أفراد الشعب جراء وقوفهم في وجه ثورتهم؟
المضحك المبكي أن أحد المشائخ الموسومين (بالتغييريين) والمطالب بدولة مدنية وهو لم يتخل عن لقب شيخ حذر كل من حضر المؤتمر الوطني العام ووصفهم بالمجاملين للسلطة مما يعني أن (45) ألفاً حضروا المؤتمر سيكونون في قائمة المطلوبين عند انتصار إرادة المشترك من جانبهم أقلام (التغييريين) تعكف على صياغة مسودة طويلة أسمتها بالقائمة السوداء تضم الإعلاميين والصحفيين المخالفين لرأيهم ومن سيتم محاسبتهم عقب نجاح الانقلاب بالإضافة إلى بعض المصطلحات التي تهز الوعي كالجهاد والخلافة الإسلامية والآتي أعنف قولاً وفعلاً..
إن التهديد والوعيد قد كشف عن نوايا دعاة التغيير وسلوكهم الدموي في حال وصولهم إلى السلطة عبر الانقلاب الصريح، وهؤلاء مع احترامنا لكل شريف نسوا أو تناسوا بأن السلطة الحالية بكل سيئاتها (التي يدعونها) قد منحتهم حق الخروج وقذف شخص رئيس الدولة بكلمات لا أخلاقية لا يمكن لمن يتلفظ بها الوصول إلى السلطة كونه بحاجه أولا إلى دورة في القيم والأخلاق والابتعاد عن الأعمال اللا مسئولة والتي ما كانت لتحدث لولا سعة صدر السلطة الفاسدة كما يزعمون.
فلقد تم مراعاة شعور من خرجوا إلى الشارع وهم من انتخبوا بالأمس الراحل فيصل بن شملان والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى السلطة عبر صناديق الانتخابات، ومع هذا لم يطالب الشعب بإعدامهم أو محاسبتهم كونهم خرجوا عن الجماعة وولي الأمر والشرعية...إلخ من الحجج التي تدينهم، فكيف يسمحون لأنفسهم بإطلاق الوعيد والتهديد لكل من يقف ضد مطامعهم في الوصول إلى السلطة، إن نواياهم لم تكن من اجل الوطن والدليل على ذلك موقفهم الرافض من كل الإصلاحات التي قدمتها مبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة مع أنها تحتوي على مكاسب تصب في صالح الوطن، غير أن رفضهم نابع من قناعة أسمها الكرسي وبأي ثمن وهذا لن يتحقق إلا عبر التبادل السلمي للسلطة وبدون ذلك سيفضي الوضع بلا شك إلى زهق أرواح الأبرياء ودخول اليمن في مرحلة القتل والتصفيات الطائفية والعرقية وتمزيق جغرافيا ونسيج المجتمع اليمني الواحد لا سمح الله.