وسط ما يقارب مليوني من أنصاره احتشدوا في ميدان السبعين اكبر ميادين العاصمة صنعاء ، اتهم الرئيس ، علي عبدالله صالح، القوى المعارضة له بأنها عبارة عن تجمع للتناقضات من "الحوثيين والقاعدة والمشترك والحراك المطالب بالانفصال"، وقال إن البعض يريد السلطة "على جماجم الشهداء"،مؤكدا أن تنازلاته هي لحقن الدماء وعدم إزهاق الأرواح ،وانه على استعداد لتسليم السلطة ، ولكن على أسس وقواعد سليمة، قائلاً إنه لا يرغب فى السلطة، ولكنه لن يسلمها إلا لأيادٍ أمينة تحفظ اليمن وشعبها، لا إلى أيادٍ فاسدة وعميلة..
وأكد الرئيس صالح، أنه "ثابت لا تهزه العواصف،" ورفض ما وصفه بأعمال النهب للممتلكات ومعسكرات الدولة. وشدد على عدم تمسكه بمنصبه شرط "تسليم السلطة لأيادي أمينة" ،معرباً عن استعداده لمحاورة الشباب المعتصمين.
واتهم من قال إنهم عناصر من المتمردين الحوثيين ومأجورين بإطلاق النار على المعارضين في ساحة التغيير بصنعاء.
وقال صالح، لحشود ضخمة من مناصريه الذين تجمعوا في ما جرى وصفه بـ"جمعة التسامح والسلام": "لا للتخريب والفوضى، هناك من هو حاقد على كل شيء جميل، يريدون أن يصلوا لكرسي السلطة على جماجم الشهداء والاطفال."
واضاف :"هولاء الذين يقومون بالفوضي والتقطع ويهدمون كل شيء ويخربون كل شي، لأنهم غير نادمين لأنهم لم يسهموا ويعملوا معنا لإيجاد هذه المنجزات في مجالات التنمية والخدمات العامة للمواطنين، ولهذا هم حاقدون علي كل شيء جميل ويريدون أن يصلوا إلى كرسي السلطة فقط".
واعتبر صالح المعارضين بأنهم عبارة عن "مغامرين متآمرين، وقال" إن هذا التجمع الذي خرج تأييداً له "هو الرد العملي، وهو الوحدة، واستفتاء شعبي على الشرعية،" وشكر المتجمعين الذين قال إنهم "دعموا الشرعية الدستورية."
وتابع صالح: "نحن معكم، ثابتون لا تهزنا العواصف صامدون كجبل ظفار وعيبان ونقم، لا تهزنا العواصف وقد مرينا بأحداث أسوأ من هذه الأحداث وفوتنا كل المخططات والإرهاصات الإعلامية وتجاوزناها، سواء خلال خلال حرب الانفصال وأحداث صعدة، الآن اجتمعت كل المتناقضات، الحوثيين والقاعدة والحراك من القوى الانفصالية والمشترك ضدنا."
وأضاف: "أدعو الشباب المعتصمين للحوار، وأنا مستعد لمحاورتكم وأخذ مطالبكم، وأدعوكم ألا تكونوا مطية. نحن لا نريد السلطة ولا نحتاج إليها بل نريد تسليمها السلطة لأيادي أمينة، لا لأيادي فاسدة."
وتوجه صالح للمتظاهرين قائلاً: "لا يمكن تسليم السلطة لقلة قليلة أمام هذا الزخم الجماهيري، أنتم تتسلمون السلطة، أما الغوغائيين فذلك محرم عليهم تماماً."
وقال " التحية لكم ايها الشباب ، التحية لكم ياشباب الثورة، ثورة سبتمبر واكتوبر والثاني والعشرين من مايو، ونؤكد أننا معكم في التغيير الى الافضل والى الاحسن، ولكننا لسنا مع التغيير الى الفوضى والانقلابات، فنحن ضد الانقلابات والفوضي، وضد ان تطلق رصاصة واحدة، ونحن حريصون على حقن دماء اليمنيين، وعندما نقدم تنازلات تلو التنازلات فهي حرصا منا على عدم إراقة الدماء وازهاق الارواح، وهذه التنازلات التي نقدمها هي من أجل الوطن، وتجسد عمليا أننا لسنا متمسكين بالسلطة على الاطلاق, ولكن السؤال لمن نسلم السلطة؟؟ وفي ذات الوقت لايمكن أن نسلمها إلا للأيادي الوطنية الامينة من أبناء سبتمبر واكتوبر والثاني والعشرين من مايو".
وتابع" سنعمل بكل جهد لترجمة طموحاتكم وسنظل صامدون امام كل التحديات وسنتحدى الحاقدين والمقامرين، مختما بالقول "التسامح والسلام هي لمن يفهمهما وعليه أن يمد يده لهما، وكل من غرر به عليه الرجوع لصفوف الشرعية الدستورية."
وتعبر هذه المسيرة المليونية بصنعاء عن تأييد شعبي من مناصري الرئيس علي عبد الله صالح ودعواته للحوار لحل الأزمة السياسية التي تعاني منها اليمن حاليا, وتأكيد وقوفهم مع أمن واستقرار ووحدة اليمن والشرعية الدستورية, ورفض الفوضي والعنف.
وردد مناصروا الرئيس صالح في تظاهرتهم الحاشدة هتافات ومنها "الشعب يريد علي عبدالله صالح"، يا الله يا الله انصر على عبدالله ،أحفظ علي عبدالله، "سلمية سلمية.. والأسلحة تركية"، في إشارة إلى ما أعلنت شرطة دبي أمس من اكتشافها شحنة أسلحة مسدسات صغيرة متطورة تستخدم في الاغتيالات لا سيما اثناء التظاهرات مقصدها اليمن قادمة من تركيا وكشفت شرطة دبي عن متورط رئيسي في اليمن وهو تاجر معارض في انتظار باقي نتائج التحقيقات للافصاح عن اسمه الكامل والمخطط الذي كان موضوع بعد ضبط أطراف الصفقة في دبي.
وتشهد العاصمة اليمنية احتجاجات شبه منتظمة، مناهضة للرئيس صالح، الذي يحكم البلاد منذ عام 1978، والذي كان قد تعهد مطلع فبراير الفائت، بعدم الترشح لولاية جديدة كما ابدى استعداده لانتخابات مبكرة بنهاية العام الجاري.