يتابع كافة أبناء اليمن بقلق كبير تداعيات الأزمة السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية والتي ازدادت تعقيداً بسبب التعنت الذي ابدته قيادات أحزاب اللقاء المشترك ورفضها لكافة المبادرات والتنازلات التي قدمتها القيادة السياسية الحكيمة متمثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من منطلق مسئولياته الوطنية والتاريخية تجاه الوطن وأبناء الشعب اليمني الذين منحوه ثقتهم لمواصلة قيادة مسيرة الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية في الانتخابات الرئاسية التنافسية الحرة التي جرت في سبتمبر 6002م. أحزاب اللقاء المشترك رفضت أعمال العقل والحكمة والعودة إلى جادة الصواب وأصرت على موقفها الرافض بالعودة إلى طاولة الحوار والرافض لكافة المبادرات التي لبت مطالبهم ومنها المبادرة الوطنية والتاريخية التي أعلنها الأخ رئيس الجمهورية في المؤتمر الوطني العام الذي عقد في العاشر من مارس الجاري بالعاصمة صنعاء وقبلها مبادرة العلماء في الثامن والعشرين من فبراير الماضي ،حيث اعلنت أحزاب اللقاء المشترك رفضها للمبادرتين ودفعت بقوة نحو المزيد من التصعيد لتفجير الموقف فكان من نتاج ذلك الحادث المأساوي الذي حدث يوم الجمعة 18 مارس الحالي والذي راح ضحيته عدد كبير من أبنائنا الشباب واخواننا المواطنين المعتصمين بين قتيل وجريح..
وأنا أعتبر أن تلك الأرواح التي ازهقت والدماء التي سالت هي في رقاب قيادات أحزاب اللقاء المشترك وأولئك العلماء الذين أيدوا الاحتكام للشارع بدلاً من الاحتكام لكتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبدلاً من قيام أحزاب اللقاء المشترك بمراجعة حساباتها بعد تلك الحادثة الأليمة أرادت استثمارها بشكل سيئ فرمت بكل أوراقها في الساحة وركبها العناد والغرور فرفضت موافقة الأخ رئيس الجمهورية على النقاط الخمس التي كانوا قد تقدموا بها قبل أيام ،حيث صور لهم خيالهم المريض وحساباتهم الخاطئة أن سقوط النظام بات وشيكاً حتى أن ناطقهم الرسمي محمد قحطان أطلق تصريحاته الهستيرية بأنهم سيزحفون يوم الجمعة الماضية إلى قصر الرئاسة وسيدخلون إلى غرفة نوم الرئيس وتناسى قحطان ومن على شاكلته من المعتوهين بأن الشعب اليمني كله علي عبدالله صالح ،حيث وجه أبناء اليمن الشرفاء صفعة قوية لأولئك المعتوهين من خلال خروج تلك الحشود الملايينية التي زحفت نحو العاصمة صنعاء والساحات العامة في عواصم المحافظات دعماً وتأييداً للأخ الرئيس علي عبدالله صالح وللشرعية الدستورية مما جعل قيادات المشترك تفقد صوابها وتتصرف بهستيريا غير قادرة على ضبط أعصابها فما كان منها إلا أن سربت كذبة كبيرة يوم السبت الماضي لقناة الفتنة «الجزيرة» مفادها أن الأخ رئيس الجمهورية تنحى عن السلطة فكان الرد سريعاً من خلال المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة العربية مع الرئيس فتلقت قيادات المشترك وقناة الجزيرة صفعة أخرى بعد أن كانت قد تلقت الأربعاء الماضي صفعة كبيرة حينما عرضت مشاهد لتعذيب سجناء عراقية وادعت أنها حدثت في السجن المركزي بصنعاء.
نجزم أن رهان قيادات المشترك على مصادرة إرادة الجماهير وحق الأغلبية والانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية رهان خاسر فلايمكن بأي حال من الأحوال أن تقوم الأقلية بلي ذراع الأغلبية فالشعب هو صاحب الكلمة الفصل ،وقد قالها في الانتخابات الرئاسية عام 2006م وأكدها مرة أخرى يوم الجمعة الماضي.. أفلا تعقلون؟.
*نقلاً عن صحيفة تعز