حسين الاحمر ستلم شهريا 4 مليار ريال من السعودية
السعودية تسعى الى مد انبوب نفطي من حضرموت الى خليج عدن طمعا منها بالنفظ اليمني
ويكليكس..السعودية تخاف غياب صالح وتراه ضعيفا.. (http://alnwaihi.maktoobblog.com/1618099/%d9%88%d9%8a%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%83%d8%b3%d8%a7%d 9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d9%81-%d8%ba%d9%8a%d8%a7%d8%a8-%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d9%88%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%87/)
وقلقة من الحوثيين والقاعدة.. وتعتمد على ولاء القبائل مقابل اغداق الاموال عليهم
منقول من مدونة النويهي -
تكشف المزيد من وثائق «ويكيليكس» عن طبيعة العلاقة التي اختارت السعودية انتهاجها مع اليمن، حيث المال عنصر أساسيّ قد يستطيع شراء ولاء القبائل وتعزيز نفوذ المملكة، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى جرّها لحروب بالوكالة بين الرئيس اليمني وخصوم نجله المرشحين للرئاسة
تمتعت السعودية بعلاقات جيدة مع الحكومة اليمنية والقبائل طوال السنوات الماضية، لكن حسن العلاقة لم يكن من دون ثمن مادي كبير، استخدمته السعودية لشراء ولاء القبائل وضمان انصياع الحكومة اليمنية لها. وتظهر الوثيقة رقم (08SANAA1053) الصادرة عن السفارة الاميركية في صنعاء، بعض أسلوب التعاطي السعودي مع اليمنيين، إضافة إلى انتقاد اليمنيين للسعوديين.
ووفقاً للوثيقة المؤرخة في ١٨ حزيران ٢٠٠٨، فإن السعودية استغلت قرب الممكلة من اليمن وتاريخهما المشترك، ولا سيما أن الكثير من القبائل اليمنية تربطها علاقات مصاهرة مع القبائل السعودية، وقدمت مبالغ مالية لشيوخ اليمن مقابل الحصول على المعلومات، لضمان سيطرتهم على السياسات المحلية وكسب ولاء الشيوخ وقبائلهم.
وفي السياق، نقل مالك صحيفة «الأيام»، بشار باشراحيل، للدبلوماسي السياسي في السفارة الأميركية أن شيخ قبائل حاشد الراحل، الشيخ عبد الله الأحمر، كان يتلقى مبالغ طائلة من الحكومة السعودية، متحدثاً عن أن هذه المبالغ تدفع الى ابنه الشيخ حسين عبد الله الأحمر.
بدوره، أكد النائب اليمني، نبيل باشا، هذا الأمر، لافتاً إلى أن نجل الشيخ عبد الله، حسين، كان يتلقى ٣ إلى ٤ مليارات ريال يمني (بين 14و18 مليون دولار) شهرياً ـــــ أقل مما كان يتلقاه والده الراحل، والذي قيل إنه كان يتلقى مبلغ 7 مليارات ( قرابة 32 مليون دولار) في الشهر.
من جهة ثانية، تطرقت الوثيقة إلى مطامع السعودية في اليمن، وتحديداً النفط. وتشير الوثيقة إلى أن أحد الدبلوماسيين البريطانيين في اليمن أبلغ دبلوماسياً سياسياً أميركياً أن السعودية ترغب في إنشاء خط أنابيب نفطي، تملكه وتشغله وتحميه، على أن يمتد من حضرموت الى مرفأ في خليج عدن، مروراً بالخليج العربي ومضيق هرمز. وبعدما أوضحت الوثيقة أن صالح لطالما عارض هذا الأمر، أشار الدبلوماسي البريطاني إلى أنه من خلال دعم السعودية للقيادة العسكرية اليمنية، ودفعها مبالغ مقابل ضمان ولاء الشيوخ لها ولجوئها إلى وسائل أخرى، فإنها بهذه الطريقة تحرص على أن تنال حقوقها في الحصول على خط الأنابيب، مقابل الثمن المناسب من وريث صالح.
وتعمّد السعودية اللجوء إلى المال وسيلةً رئيسية لشراء ولاء اليمنيين، جعل العديد منهم مقتنعين بأن «العرب من جنسيات مختلفة، بمن فيهم السعوديون، ينظرون إليهم كشعب متخلف وغير متحضّر». وعلّق قائد مطار البديع العسكري اللواء حنظل على هذا الأمر بالقول إن السعوديين يتعاملون مع اليمنيين كمواطنين من الدرجة الثانية، فيما تظهر الوثيقة أن هذا التصنيف قد يطال شخصيات من المستوى الرسمي أيضاً. وهو ما أوضحه الشيخ محمد ناجي الشايف للسفير الأميركي في اليمن، مشيراً إلى أن آل سعود قد «عبثوا مع صالح سابقاً، لكنهم باتوا يعرفونه الآن».
ووفقاً للوثيقة، بعدما كان الرئيس اليمني يسعى الى التقرب من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز «وجد صالح نفسه يقوم بزيارات رسمية الى السعودية للقاء ولي العهد الأمير سلطان بدلاً من الملك». وتأكيداً «لانصياع الرئيس اليمني للسعودية»، أعطت الوثيقة مثالاً عن كيفية تراجع مستوى تمثيل اليمن في القمة العربية في سوريا، بعدما تحدثت السعودية للحكومة اليمنية، وهو ما دفع السفارة الأميركية إلى القول «إن نية اليمن بالانصياع الى مطالب السعودية تستحق دراسة أعمق من قبل الحكومة الأميركية، عند محاولاتنا زيادة مصالح الحكومة الأميركية في اليمن».
في غضون ذلك، تتحدث الوثيقة عن اللواء علي محسن الأحمر بوصفه أحد المتنافسين لخلافة صالح، لافتةً إلى تعمده، منذ فترة طويلة، تجنيد جنود سلفيين لمحاربة الحوثيين في صعدة، وموضحةً أن علي محسن يعتبره الكثيرون سلفيّاً.
كذلك نقلت الوثيقة عن أمين حزب «الحق» المحظور في اليمن، حسن زيد، قوله لأحد الدبلوماسيين السياسيين والاقتصاديين في السفارة، إن حزب الإصلاح المعارض أصبح سلفيّاً بمعظمه مع قلة قليلة من الرموز المعتدلة. أما عن أسباب انتشار السلفية، التي توقّع عضو المؤتمر الشعبي العام محمد أبو اللحوم في حديث مع دبلوماسي السفارة الأميركية أن تصل أعداد الجوامع التابعة لها الى 1500 في العاصمة وحدها، فشرحها الناشط في لقاء الاحزاب المشترك محمد متوكل.
وأوضح متوكل أن صالح يسعى الى زيادة انتشار التعاليم السلفية في اليمن لأن السلفيين يعتقدون أنه ما دامت الحكومة إسلامية الطابع، فلا يجب على المسلمين إسقاطها، فيما التعاليم الزيدية تحث أنصارها على إطاحة أي حكومة تفشل في إحقاق العدل. ووفقاً للوثيقة، يعتقد متوكل، كآخرين من مصادر السفارة، أن الحكومة اليمنية تنظر الى الوجود السلفي كقوة مهدئة في بلد يواجه الاضطرابات في الشمال والجنوب.
من جهة ثانية، تظهر وثيقة ثانية (09SANAA2155) مؤرخة في ٢ كانون الأول ٢٠٠٩ أن الوسيط بين الحوثيين والسلطات اليمنية، حسن زيد، مقتنع بأن الحرب السادسة في صعدة، التي دخلت السعودية طرفاً فيها، إلى جانب السلطات، أملاً في القضاء على الحوثيين، هي في الواقع حرب داخلية بالوكالة بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وسماسرة السلطة، وخصوصاً اللواء علي محسن الأحمر الذي سيتحدى ترشح نجل الرئيس اليمني أحمد علي للانتخابات الرئاسية.
وفي السياق، لفت زيد إلى أن علي محسن الأحمر وآل الأحمر، نجحوا في إقناع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بأن صالح لم يشن الحرب في صعدة بهدف هزيمة الحوثيين، بل لإضعاف المنافسين المحتملين عندما يسعى نجل صالح أحمد علي ليحل محل والده في رئاسة البلاد.
وأوضح زيد أن علي محسن وآل الأحمر أخبروا الملك عبد الله أن صالح يقدم السلاح للحوثيين، حتى يضطر خصم نجله، علي محسن الأحمر، إلى إنفاق كميات هائلة من موارد البلاد البشرية والمالية والعسكرية لإلحاق الهزيمة بهم. وبعدما لفت زيد إلى أنه قد لا يكون ما قيل عن صالح صحيحاً، أكد أن علي محسن وآل الأحمر نجحوا في أقناع الملك عبد الله بهذه المزاعم.
كذلك أكد زيد أن الرئيس اليمني لن يشعر بالثقة بفرص نجله لخلافته ما دام علي محسن قوياً، مشدداً على أن صالح سيسعى «إلى إضعافه واستنزاف موارده، من خلال هذه الحرب المكلفة»، لافتاً إلى أنه «ما دام صالح قادراً على تمويل حملته العسكرية من الأصول السعودية، ومستفيداً مالياً مما تدفعه السعودية، في الوقت الذي يضعف فيه منافسوه، فإن من مصلحته مواصلة الحرب».
.........
.......
تظهر وثائق «ويكيليكس» الصادرة عن السفارة الأميركية في الرياض والتي ترجمتها (الاخبار اللبنانية) أن إصرار السعودية على دعم الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، رغم اعترافها بضعفه وفساده، لم يكن ينفصل عن وجود مجموعة من الهواجس التي تتحكّم في مقاربة المسؤولين السعوديين للملف اليمني، ولا سيما المخاوف من تنظيم القاعدة والحوثيين
حيث يبدو المسؤولون السعوديون في وثائق ويكيليكس حاسمين في موقفهم من اليمن، يخشون من تأثيرات مشاكله على بلادهم، وتحديداً الحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة على مقربة من حدودهم، وتنظيم القاعدة بوصفه أكبر تهديد خارجي يتربّص بالسعودية. كذلك لا يخفي السعوديون اقتناعهم بفساد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وضعفه، إلى جانب غياب القدرة لديه على السيطرة على البلاد، محوّلاً إياهاً إلى دولة فاشلة،وخطيرةً جداً.لكن رغم ذلك تصر السعودية على التمسك بوجوده، خوفاً من الفراغ الذي قد يمثّله غيابه.
وتظهر الوثيقة (09RIYADH408) المؤرخة في تشرين الأول 2009، أن مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف، خلال لقائه عدداً من المسؤولين الأميركيّين، حدد ثلاثة تهديدات تواجه السعودية، في مقدمتها اليمن، بوصفه «دولة خطيرة، وفاشلة» يشبه أفغانستان من حيث السماح لجماعات القاعدة بالتجمع، وإمكان أن يصبح قاعدتها العملية.
وبعدما رأى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «ليس القائد الأفضل، بعد 30 عاماً من السلطة»، لفت إلى أن إزالته، «إن من خلال الأسباب الطبيعية أو التمرد، ستخلّف فراغاً سيضعف اليمن أكثر».
ولم يفصل محمد بن نايف بين الضغوط التي يتعرض لها تنظيم القاعدة في أفغانستان، وتأثيراته في اليمن، بعدما رأى أن «الانفتاح على طالبان في أفغانستان كان مفيداً بعدما جعل قادة القاعدة عصبيين، وغير متيقّنين من أنهم قد يتعرضون للخيانة، لكن هذا الأمر سيجعلهم أكثر قابلية للبحث عن جنة آمنة في اليمن».
ومن هذا المنطلق، أوضح محمد بن نايف أن الحكومة السعودية تستخدم مواردها المالية لتحظى بدعم القبائل اليمنية من خلال برامج العمل العام، وخصوصاً بوصفها طريقة للحد من الفوضى على طول الحدود السعودية اليمنية.
هذه المعطيات لا يمكن فصلها عمّا أظهرته وثيقة ثانية (09RIYADH670) التي نشرها موقع ويكيليكس في وقت سابق، وأظهرت مساعد وزير الداخلية السعودي، قبل أشهر، وتحديداً في أيار من عام 2009، يتحدث أمام المبعوث الأميركي الخاص إلى باكستان ريتشارد هولبروك عن «وجود مشكلة لدينا اسمها اليمن»، متحدثاً في السياق عن «تمكّن تنظيم القاعدة من إيجاد أرضية خصبة في اليمن»، مقارناً من جديد التشابه بين طبيعة اليمن الجغرافية وأفغانستان، إضافةً إلى حديثه عن وجود العديد من اليمنيّين المتعاطفين مع أهداف تنظيم القاعدة، أكثر مما كان الأفغانيّون متعاطفين معه.
بعدها انتقل محمد بن نايف إلى الحديث عن الخطر الثاني الذي يرى أن السعوديين يواجهونه في اليمن، ألا وهو الحوثيون، قائلاً «القبائل الحوثية تكفيرية وشيعية مثل حزب الله في الجنوب (اللبناني)». وأضاف «هذا تهديد يتكوّن حول السعودية، ويتطلب أفعالاً الآن».
وفيما كان محمد بن نايف يجزم بأن اليمن دولة فاشلة «وخطيرة جداً جداً وتتطلب التركيز»، لفت إلى أن السعوديين يرغبون في أن يكون الرئيس اليمني قائداً قوياً، لكن «رؤيته لليمن تقلصت إلى صنعاء، ويخسر السيطرة على باقي البلاد». وأشار محمد بن نايف إلى أن «مستشارِي صالح القدامى رحلوا، وهو يعتمد الآن على نجله وشبان آخرين ممن لا يملكون علاقات جيدة مع القبائل اليمنية، على عكس السعودية، التي لديها علاقات جيدة مع القبائل».
وفيما نفى محمد بن نايف أن تكون السعودية تقدّم مساعدات إلى اليمن من خلال الدفع النقدي منذ تبين أن الأمر ينتهي بها في المصارف السويسرية، في إشارة واضحة إلى الفساد المستشري في الدولة اليمنية، لفت إلى أن السعوديين يدعمون المشاريع في المناطق القبلية، حيث تختبئ القاعدة، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك يتلخّص في أنه «عندما يرى اليمنيون الفوائد الملموسة لهذه المشاريع، سوف يدفعون قادتهم إلى نبذ المتطرفين». وأضاف إن «السعودية تعوّل على هذه الاستراتيجية «لإقناع اليمنيين بأن ينظروا إلى المتطرفين كمجرمين، عوضاً عن الأبطال».