نقطة فراغ بين الإسلام والمسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هناء العيش،السعادة،التفاؤل هذه مفردات قد حذفت من قاموس الحياة لدى المسلمين000
وتم استبدالها بآهات وأحزان وكآبة0000000000 وتحولت نظرات الفرد المسلم للحياة سوداء قاتمة00000 وكأن آهات قهرية قد هزت شخصه من الجذور حتى أصبح ملخبط الأفكار
وأمسى متشائم الأقدار0000يبتسم والحزن في قلبه مرتسم0000 وحتى صارت مجمل أحداث حياته البحث عن مورثات السعادة من مال ومناصب وأمثالها وفعلا يجد ما بحث عنه ولكنه يجده بشكل فارغ.
فما يبحث هو عنه شيء غير ملموس فهو لا يبحث عن المادة نفسها، وإنما يبحث عن مضمون هذه المادة من مؤثرات نفسية وما يكتسبه الإنسان من سعادة وسرور مما جناه من المادة
ولم يعلم بأنه لو امتلك أموال الدنيا لن يقدر على شراء هناء العيش ورخاءه
ولو طلب من أقرب الناس إليه وأسعدهم أن يعطيه قليل من سعادته لن يحدث
فالسعادة والهناء والسلام الداخلي هي أحاسيس قد فاز بالحياة الدنيا من استطاع امتلاكها فهي أحاسيس <<<لا تشرى =ولا تهدى>>> ولكن أنت الذي تستطيع جلبها لنفسك
لتدخل السرور والبهجة على حياتك
اعلم أن الإسلام هو منبع السعادة والبهجة ومصدر عالي للتفاؤل
وكونك مسلم كان من المفترض أنك تتمتع بهذا وغيره الكثير من الأحاسيس الراقية التي يوفرها الإسلام
ولكن هنا تكمن نقطة الفراغ
فواقع بعض المسلمين اليوم يختلف اختلافا شاسعا عن حقيقة الإسلام
فالفرد المسلم أصبح يعيش اليوم
بحزن واكتئاب
وينظر للغد بكل تشاؤم
ولذلك نقطة الفراغ هي نابعة من جهل واستهتار من قبل الفرد المسلم اتجاه دينه الإسلامي
فقد أصبح الإسلام للمسلم هو مجرد هوية تعريفية وعبادات عملية تخلو من أي جانب روحاني
ولذلك كان هو المتسبب في ما يشعر به من أحاسيس
لأنه قد تساهل في أمر العبادات
وأصبح ما إن يدخل في أجواء العبادات الإيمانية التي تكسبه الاطمئنان و الراحة النفسية حتى يصبح كأنه يؤدي واجب فرض عليه وهو غير راض عنه فيؤديه غصبا
وأثناء تأديته له يدخل في مرحلة اللاوعي وهي انفصال الجسد عن العقل فالجسد يؤدي الصلاة أما العقل والفكر قد سرح في التفكير في أمور الدنيا تلك الأمور المتناهية في الصغر
وقد نسى هذا المسكين أنه واقف بين يدي الرحمن الرحيم من خلقة وأنشأه وأنطقه ورزقه لا بد أن تعلم من أن هوية هذه العبادات هي صلة قلبية تمتد لتربط بينك وبين خالقك هذه الصلة غير مرئية ولكنها تحدث في داخلك حيث تستشعر بكل ما تلفظ به من آيات قرآنية كريمة وأدعية وتكبيرات وعبارات إجلال ووفاء منك لله
وبذلك أتت العبادات لتكون هي الواسطة بينك وبينه سبحانه وتعالى لنقل شعورك بالولاء اتجاه الله000 ولهذا احرص دائما بأن تخرج جميع ما تقرأ في صلاتك من قلبك أولا 0ثم ليصل للسانك 00 واحرص على ذاك التوافق بين عقلك ووجدانك
وما إن تملأ نقطة الفراغ هذه وتعالج هذا النقص حتى ستبدأ باستشعار الدين الإسلامي ووقتها ستكون راض عن نفسك فيما قمت بتقديمه من عبادات لن تكون وقتها لفظيه وقوليه لا بل ستكون قلبية بحته
ولتعلم حينها بأن تلك الصلة بينك وبين الله قد عادت وأنك ستتلهف وقتها للعبادات لما وجدته من راحة نفسيه وشفاء قلبي وسعادة وستكمل مسيرتك الحياتية بكل تفاؤل وستصبح كأن روح الحياة انبعثت فيك من جديد لنك للللووقتها وستشعر بذاك الحصن المنيع الذي سيكن معك أين ما تكون، فكن دائما مع الله يكن الله معك0