إلى كل أب غيور يؤمن بالله
سمات جاهلية
فأنتم الآن في عصر يتسم بالجاهلية، والظواهر التي تلحظونها في بعض فئات المجتمع رجالا ونساء هي كالتالي
خروج النساء في الشوارع العامة مكشوفات الأفخاذ والأذرع والصدور.
الاختلاط الشائن في المصايف والحدائق والمنتزهات بين الرجال والنساء.
التعرّي المفضوح في المسابح العائلية، وعلى شواطئ البحار.
اجتماع فئات من الشباب الماجن في أماكن النزهة على اللهو المحرم، وتناول المسكرات.
اجتماع النساء بعضهن البعض في صالات المسارح على غناء المغنيات، ورقص الراقصات، في مناسبات الأفراح و الأعراس.
اجتماع فئات من الشعب المائع على آلات الطرب، والغناء الخليع، والرقص الفاجر في المسارح الصيفية المكشوفة هنا وهناك.
إلى غير ذلك من هذه الظواهر المؤلمة التي ترونها، أو تسمعون عنها، وتصلكم أخبارها، ويتناقل الناس أحاديثها... والمؤمن يتقطع قلبه ألما وحزنا، وتتمزق نفسه أسى ولوعة لهذه الحالة المتردية التي وصلنا إليها، ولهذه الظواهر المخزية التي تفشت - ويا للأسف -في مجتمعنا المسلم.
من أخاطب
وإني شخصيا - أيها المسلمون - لا أخاطب في نصيحتي الحارة أولئك الإباحيين الذين لا يرجون لله وقارا، ولا يرعون للدين والأخلاق حرمة، ولا يقيمون لمبادئ المروءة والشرف وزنا فحسب أولئك أن يقول الله سبحانه عن عاقبتهم ومصيرهم
{والذِيْنَ كَفَرُوا يأْكُلوْنَ كَمَـا تَأْكُلُ الأنعَامُ والنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ}
{ذَرْهُمْ يأْكُلوا ويَتَمَتَعوا ويُلْهِهِمُ الأمَـلُ فَسَوْفَ يَعْـلَمُون}
{فَذَرْهُم يَخُوضُوا ويَلْعَبُوا حتى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الذِي يُوْعَدُوْن}
وإنما أخاطبكم أنتم، أيها المؤمنون، يا من تَؤمون بيوت الله للعبادة، ويا من تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق، ويا من إذا ذُكّرتم بالله نفعتكم الذكرى.
أخاطبكم أنتم يا أمة الحبيب الأعظم، لأنكم تؤمنون بالله وما جاء من عند الله.
أخاطبكم أنتم يا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام لأنكم تؤمنون بما بعد الموت وتوقنون بيوم الحساب.
أخاطبكم أنتم يا حملة القرآن لأنكم البقية المؤمنة التي تبحث عن الحق للحق وتمشي في الحياة على طريق مستقيم.
أخاطبكم أنتم يا رجال الإسلام لأنكم الصفوة المسلمة التي يرجى منها الخير ويبني على سواعدها صرح الإسلام.
هذا وإني متفائل كل التفاؤل لأن تفتحوا- أيها المسلمون - قلوبكم للهدى ونفوسكم للموعظة وعقولكم للحق وأن تستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم عسى أن تكونوا من الفئًة التي
قال عنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله).
مسئوليتنا اتجاه أبنائنا
هل رسختم في نفوسهم فطرة التوحيد وعقيدة الإيمان؟
هل أمرتموهم بالصلاة وهم أبناء سبع، وعودتموهم على أدائها في أوقاتها؟
هل نشأتموهم على الأخلاق الإسلامية الفاضلة من صدق وأمانة، وبر واستقامة...؟
هل رّبيتموهم على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وعرفتموهم بالحلال والحرام؟
هل أدبتموهم على حب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته، وتلاوة القرآن الكريم ؟
هل راقبتموهم في تحركاتهم ومصادقاتهم، و في غدوهم ورواحهم عند كل صباح ومساء ؟
هل صحبتموهم إلى بيوت الله عز وجل لتتغذى عقولهم بالعلم، وتسمو أرواحهم بالعبادة،
وتتأثر نفوسهم بالموعظة ؟
أما ترسيخكم في نفوسهم فطرة التوحيد وعقيدة الإيمان فلما روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه )
أما أمركم لهم بالصلاة وهم أبناء فللحديث الذي رواه الحاكم وأبو داود.
أن رسول قال : ( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع )
أما تنشئتكم لهم على الأخلاق الإسلامية الفاضلة فلما روى ابن ماجة عن ابن عباس رض الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أدبوا أولادكم وأحسنوا أدبهم )
أما تربيتهم على امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه وتعريفهم بالحلال والحرام فلما رواه ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس مرفرعا
( اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي فذلك وقاية لهم من النار ).
أما تأديبكم لهم على حب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته وتلاوة القرآن الكريم فللحديث الذي رواه الطبراني عن على كرم الله وجهه مرفوعا
( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه )
أما مراقبتكم لتحركاتهم ومصادقاتهم في غدوهم ورواحهم فللحديث الذي رواه الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
أما صحبتكم لهم إلى بيوت الله عز وجل فللحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
هل قمم بكل هذه الواجبات يا من خصكم الله بحق التربية والرعاية ويا من ألزمكم الإسلام بأداء المسؤولية والأمانة ؟
فإن كان الأمر يسير على ما يرضي الله عز وجل فاحمدوا الله سبحانه أيها الآباء - على ما وفق وأنعم واسألوه دائما السداد والتثبيت
وإن كان يسر على خلاف ذلك فليس أمامكم من سبيل - أيها الآباء المسلمون - إلا أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا، ثم تعطوه العهد والميثاق على أن تستأنفوا حياة إسلامية جديدة قوامها الإسلام، ورائدها الحق، وعمادها الأخلاق، و ميزانها الشريعة، وغايتها رضوان الله عز وجل حتى تكونوا يوم القيامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وصدق الله العظيم القائل :
{والَذِينَ إذا فَعَلُوا فَاحِشَة أو ظَلَمُوا أنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فاستغفروا لذنوبهم ِ ومَن يغفر الذنوب إلا اللهُ ولَم يُصِروا عَلىَ مَا فعلُوا وَهُمَ يَعلَمُونَ أولئك جزاؤهم َمغفِرة مِنْ رَبهم وَجَنات تجري مِنْ تحتها الأنهاَرُ خالدِينَ فِيها ونعم أجرُ العَامِلين}.
وإذا تهاونتم في حمل هذه المسؤولية والأمانة فاعلموا أن الله سبحانه سيسألكم عن تقصيركم وتفريطكم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. استمعوا إلى ما يقوله رب العزة سبحانه معرِّضا ومنذرا أولئك الأولياء المقصرين المتهاونين.
( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )
واسمعوا إلى ما يقوله معلم الناس الخيرِ صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي رواه ابن حبان : ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل ببته )
مسئوليتنا اتجاه زوجاتنا وبناتنا
أما مسئوليتكم - أيها الآباء - عن زوجاتكم وبناتكم بشكل خاص فإنها أشد وأعظم، وأكبر وأضخم أتدرون لماذا ؟ لأن المرأة لما جبلت عليه من عاطفة فياضة، وإحساس مرهف، وشعور رقيق.. سريعة التأثر بالمحيط والوسط، وسهلة الانقياد لمؤثرات البيئة وزينة الحياة الدنيا فإذا لم يكن لها من تقوى الله عاصم يردعها، أو ولي يتولى أمرها ويرعاها.. فإنها سرعان ما تنساق نحو المفاسد والانحلال، و تنخرط في بوتقة المحاكاة والتقليد الأعمى دون تحفظ من عرف أو مراعاة لدين لهذا كله نجد أن الإسلام أمركم -أيها الآباء والأولياء ـ حسن تأديبهن، والقيام بأمرهن، والقوامة عليهن
... قال تعالى :
( الرِّجَالُ قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ( والرجل راع في بيت أهله ومسؤول عن رعيته )
وروىَ الحميدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن وصبر عليهن واتقى الله فيهن دخل الجنة).
أتعرفون - يا معشر الأولياء - ما معنى القوامة في الآية الكريمة ليس معناها - كما يفهم بعض الجهلة - ظلم المرأة، والاستبداد بها، والاستعلاء عليها ؟... وإنما معناها كما تدل عليه قواعد اللغة المبالغة بالقيام على رعاية المرأة بالإنفاق عليها، وإعطائها سائر حقوقها، والحفاظ على عرضها وعفافها وإن من الغيرة عليها، والحفاظ على شرفها وعفافها أن تأمرها ـ أيها الأب الغيور ـ بوضع الحجاب، وارتداء الجلباب امتثالا لأمر رب الأرباب، وخالق الأرض و السماوات القائل في محكم التنزيل :
( يَا أيُها النَبِيُّ قُلْ لأِزْوَاجِكَ وبَنَاتِكَ ونِسَاءِ المُؤْمِنِيْنَ يُدْنِيْنَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيْبِهِنَّ ذَلِكَ أدْنَى أن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وكَانَ اللهُ غَفُوْراً رَحِيْمَا )
( ولا يُبْدِيْن زيْنَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبِهِنَّ )
( وإذَا سَألتُهُنَّ مَتَاعَاً فَسْأَلوُهُنَّ منْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِك أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُم وقُلُوبِهِنَّ )
والمسلم - أيها الأب - عليه أن يحتاط لدينه وعرضه وأن يأخذ دائما بجانب الأتقى والأورع إن أراد أن ليكون يوم القيامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
التوعية والتثقيف من مسؤولياتنا
هل فتحت المصحف يوماً وقرأت على بناتك وزوجتك وأخواتك. هذه الآيات البينات التي تنطق بالحق، وتأمر النساء المسلمات أن يلتزمن الحشمة، ويرتدين الحجاب، ويتحلين بالفضيلة والعفاف ؟؟
هل جلست معهن يوما وبينت لهن لماذا شرع الله على النساء الحجاب ؟
هل قلت لهن ناصحا ومذكراً وواعظا ؟؟
يا نساءنا المؤمنات : إن الله سبحانه أمركن بالحجاب الكامل، والجلباب الساتر حتى لا تؤذين من قبل الفساق الفجرة بنظرات مريبة، وكلمات وقحة بذيئة وإشارات سافلة دنيئة.
هل قلت لهن : يا نساءنا الدينات إن الله سبحانه أراد لكنَّ الستر والحجاب حتى يسلم المجتمع من مظاهر الفساد والانحلال، ومن موبقات الزنى والفحشاء.
هل قلت لهن: يا نساءنا المسلمات إياكن أن تسمعن إلى دعاة الإباحية الذين يدعون أن السفور والاختلاط تصعيد للغريزة، وتصريف نظيف لكوامن الشهوة، بل يجعل اجتماع النساء بالرجال والشباب بالشابات أمراً مألوفا وعاديا.
إدعاء كاذب
هل قلت لهن: إن هذا الادعاء الذي يروجه هؤلاء تكذبه الفطرة، وتكذبه التجربة، ويكذبه الواقع ؟
أما أنه تكذبه الفطرة فلأن الله سبحانه لما خلق الرجل، وخلق المرأة، ركب في كل منهما الميل إلى الآخر
(فِطْرَة اللهِ التِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيْلَ لِخَلْقِ اللهِ )
فهل يريد هؤلاء بدعواهم الكاذبة أن يغيروا نواميس الكون ويبدلوا سنن الحياة، ولا سيما إذا كان كل من الرجل والمرأة جائعا جنسيا، ومائعاً خلقيا، فإن الفتن في حالة الاختلاط - والانجذاب إلى الفاحشة أبلغ وأقوى. وصدق رسول الله ص القائل فيما رواه الترمذي
: ( ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما )
أما أنه تكذبه التجربة فليسألوا عنها نسبة الحبالى من تلميذات المدارس الثانوية الأمريكية، وقد بلغت في إحدى المدن 48% وليستمعوا إلى ما نقلته جريدة الأحد اللبنانية في العدد ذي الرقم /650/ عن الفضائح الجنسية في الجامعات والكليات الأمريكية، ماذا قالت الجريدة بالحرف الواحد الفضائح الجنسية في - الجامعات والكليات الأمريكية بين الطلاب والطالبات تتجدد وتزداد كل عام.
الطلاب يقومون بمظاهرة في جامعات أمريكا يهتفون نريد فتيات نريد أن نرفه عن أنفسنا هجوم ليلي من الطلاب على غرف نوم الطالبات، وسرقة ثيابهن الداخلية.
ونقلت الجريدة عن المربية الاجتماعية مرغريت سميث حديثا قالت فيه : إن الطالبة لا تفكر إلا بعواطفها، والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة، إن أكثر من ستين بالمائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرون في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن وان 10 بالمائة منهن فقط مازلن محافظات
أما أنه يكذبه الواقع فليسألوا المتزوجين في العالم كله : هل علاقة الزوج بزوجته، والزوجة بزوجها باعتبار خلطتهما الدائمة قائمة على التصعيد والتهذيب والبراءة ؟ أم هي علاقة يقصد.
يتبع