كثير من الناس يُحب تجربة كل شئ
حتى الأشياء التي ليست في مجال تخصصاتهم
أو قد يُجرب الإنسان إثبات نفسه في أمور صعبة
فوق قدرته أو قد يتحدى الآخرين بفعلها
لأنهم قد فشلوا في فعلها
وقد يُقحم المرء نفسه في أمور فوق طاقته وقد تؤثر عليه بالسلب أو قد يتضرر بسببها وذلك لمجرد التجربة
وهذا ما أسميه بالشخصية المغامرة
والمغامرة في فعل الأمور المفيدة أمر محمود
لكن هل تستطيع أن تُغامر بدينك؟؟!!
قبل أن أوضح الأمر سأسأل سؤلاً
إذا قيل لك أنه خلف هذا الباب الموصد أسد جائع جداً هل ستفتح الباب وتدخل؟؟
بعض الناس يشعر من داخله أنه قوي بما يكفي ليواجه أي فتنة دون أن يتضرر أو يتأثر بها في دينه
وقد يأخذه غروره بنفسه إلي تجربة المعصية
وقد يتعجب البعض مما أقول
لكن الحقيقة أن هناك من يفعلون ذلك حقا
فمثال ذلك
شاب قوي ذا مال
رأي ما تفعل المخدرات بالشباب وصعوبة علاجهم
فقال أنا أستطيع أن أجرب وأمنع نفسي وقتما أشاء
وبالفعل لقد وقع فريسة للمخدرات وكاد أن يفقد حياته
وآخر
قد هداه الله إلى الطريق المستقيم
لكنه لم يترك أصدقاء السوء
وظن أنهم لن يؤثروا عليه فهو ذا دين ويواظب على صلاته ووو
فظلت هذه الصُحبة السيئة وراء هذا الطائع الضعيف
إلى أن تعرف على فتيات وابتعد عن طاعته
وآخر
وهَمَهُ البعض أن المحادثات عن طريق النت مع الجنس الآخر هو من باب التعارف على أفكار الآخرين واكتساب خبرات وثقافات ومعلومات مختلفة وغير ذلك
فخسر المسكين قلبه ونسي ربه..!!!
قد ذكرت بعض الأمور فقط للتوضيح لكن هناك الكثير من الأمور غير ذلك قد يضيع فيها دين المرء وهولا يشعر
إن الفتن كالأسد الجائع إذا تعرضت لها التهمتك
والنجاة كل النجاة في البعد عنها ومحاولةغلق الأبواب دونها
وقفة
*****
إن الإنسان الذي جاهد نفسه ووعظها وزجرها عن فعل المعاصي
قلبه أسلم وأنقى من الذي ذاق مرارتها
فقد يكون إيمان المرء ضعيفا فلا يستطيع أن يتناسى حبه للذنوب الماضية بسهولة
أو قد تكون الفتنة قوية عليه فتترك بعض آثارها في قلبه
فلنعلم جميعاً أننا ضعفاء إلاّ إذا وهبنا الله عونه ولم يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
فلابد أن نتوكل عليه ونغلق الباب دون الفتن ولا نستشرف لها فقد يكون ضياع ديننا إذا فتحنا لها الأبواب
فإن كنت ممن عافاه الله فاحمده واسأله الثبات والعون
وإن كنت قد ابتليت فتُب وعُد واصدق الله يصدُقُك ويأخذ بيدك
اللهم يا مُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اعصمنا من الذلل
واصرف اللهم عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
ولا تَكِلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا ولا أقل من ذلك
وإن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
يا أرحم الراحمين
أنت حسبنا ونعم الوكيل