⟆⟆⟆السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
الحمدلله
من سورة آل عمران (31):
قوله تعالى : قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الآية.
صرح تعالى في هذه الآية الكريمة : أن اتباع نبيه موجب لمحبته جل وعلا ذلك المتبع ،
وذلك يدل على أن طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم - هي عين طاعته تعالى ، وصرح بهذا المدلول في قوله تعالى : من يطع الرسول فقد أطاع الله [ 4 \ 80 ] ،
وقال تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ 59\ 7 ].
تنبيه : يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -هي اتباعه صلى الله عليه وسلم ، فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر ; إذ لو كان محبا له لأطاعه ،
ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ،
ومنه قول الشاعر : [ الكامل ]
لو كان حبك صادقا لأطعته ** إن المحب لمن يحب مطيع
وقول ابن أبي ربيعة المخزومي : [ المتقارب ]
ومن لو نهاني من حبه ** عن الماء عطشان لم أشرب
وقد أجاد من قال : [ البسيط ]
قالت : وقد سألت عن حال عاشقها ** بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقلت : لو كان رهن الموت من ظمأ ** وقلت : قف عن ورود الماء لم يرد
والله أعلم
محمد الأمين الشنقيطي
أضواء البيان
..
ومحبة الله على درجتين :
إحداهما : فرض ،
وهي المحبة المقتضية لفعل أوامره الواجبة ، والانتهاء عن زواجره المحرمة ، والصبر على مقدوراته المؤلمة ، فهذا القدر لابد منه في محبة الله ،
ومن لم تكن محبته على هذا الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله ،
كما قال بعض العارفين : من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده فهو كاذب ، فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات ، أو أخل بشيء من فعل الواجبات ، فلتقصيره في محبة الله ، حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله ، فإن محبة الله لو كملت لمنعت من الوقوع فيما يكرهه.
وإنما يحصل الوقوع فيما يكرهه لنقص محبته الواجبة في القلوب ، وتقديم هوى النفس على محبته ، وبذلك ينقص الإيمان ،
كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) الحديث.
والدرجة الثانية من المحبة ، وهي فضل مستحب :
أنْ ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات ، والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات ، والرضى بالأقضية المؤلمات ،
كما قال عامر بن عبد قيس : أحببت الله حباً هوّن عليّ كلّ مصيبة ، ورضّاني بكلّ بليّة ، فما أبالي مع حبي إياه على ما أصبحت ، ولا على ما أمسيت.
و قال عمر بن عبد العزيز أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر ،
ولمّا مات ولده الصالح قال : إن الله أحب قبضه ، وأعوذ بالله أن تكون لي محبة تخالف محبة الله.
وقال بعض التابعين في مرضه : أحبّه إليّ أحبّه إليه. ". " فتح الباري " لابن رجب (1/46-48).
الإسلام سؤال وجواب