لماذا يسعى اليمني للاغتراب؟ طبعا، للبحث عن
مصدر رزق ليعول أسرته أو
ليحسن من وضعه بعد أن
أقفلت أمامه جميع الأبواب في
وطنه وسنتحدث اليوم عن
قضيه مهمة يعاني منها
المغترب اليمني الذي يغترب
في دول الجوار من مجلس
التعاون الخليجي خاصة
السعودية حيث ينقسم
اليمنيون إلى فريقين..
فريق يدخل بأوراق رسميه
ويسمى (مكفل) وتأتي سبب
التسمية إلى أنه لم يحظى
بالأوراق الرسمية للعمل لدى
السعودية إلا بعد أن يكون
رضي أن يكون تحت رحمة
(الكفيل) وهو المواطن
السعودي الذي يضمنه ويتحكم
فيه ويستولي على حريته
وعلى أوراقه فلا يستطيع
المكفل اليمني الدخول ولا
الخروج سوى بأذنه
ومشورته..بل أن بعض
الكفلاء قد يحصل على جزء
من راتب المكفل..
أما الفريق الآخر هم من
دفعتهم حاجتهم للعمل
وظروفهم الصعبة إلى
(التهرب) وهو اختراق الحدود
للعمل، خاصة في الشقيقة
السعودية ويطلق عليهم
المجهولون لعدم وجود أوراق
رسمية معهم، وهؤلاء فئة
يعانون الويل والثبور من
بداية اتخاذ القرار إلى نهاية
المطاف فمن قساوة الرحلة
وخطورتها بين الحدود إلى
خطر الدوريات الحدودية، ومن
حافة الحظ منهم وصولاً إلى
منطقة العمل فأنه يعمل
متخفيا وبأبخس الأجور فلا
يرى النور لأنه لو حاول
الخروج لكانت دورية
الجوازات له بالمرصاد..
وهنا تجد عجب العجاب من
هؤلاء الموظفين من
الاستخفاف باليمنيين والتعنت
ضدهم وملاحقتهم وكأنهم
فئران سامه رغم أن العمالة
اليمنية مرحب بها من قبل
الأشقاء السعوديين لبراعتهم
وأجورهم الزهيدة..
كما أن اليمنيين يحبون
السعودية ويعتبرونها بلدهم
الثاني ويمارسون المواطنة
بسلام فيها وكل ما يتمنوه
هو تركهم يعملون بسلام طلبا
للرزق.. وكل ما يتمنوه من
أشقاءهم في السعودية هو
أن يعاملوهم كأقل تقدير كما
يعاملوا الباكستانيون والهنود
وغيرهم رغم أنه يجب أن
يكون هناك خصوصية وأفضليه
فأبناءنا اليمنيون العاملون
هناك من أكفاء الأيادي
العاملة، وهم أشقاء وجيران..
ما يؤسف حقا هو تجاهل
هذه الفئة من قبل وزارة
المغتربين ولم تعمل على
إيجاد حلول لهذه الإشكاليات
التي يتعرض لها المواطن
اليمني فالكفالة نوعا من
الإذلال يتعرض له كل يمني،
فلماذا لا توضع التسهيلات
أمام العمالة اليمنية في سوق
العمل السعودي دون الشروط
المفروضة عليهم..
ورغم ما نسمع عن أخبار هنا
وهناك عن فتح باب سوق
العمل الخليجي لليمنيين إلا
أنها تضل مجرد كلمات تنشر
في الصحف فاليمني لا يعتبر
شيء لديهم ويتم التعالي
عليه وعرقلة فرصه للحصول
على عمل ع فلماذا، والى
متى يضل الوضع كما هو
عليه؟
كما أن اليمني حين يتم
اعتقاله في دورية الجوازات
يعامل معامله سيئة ويرمى
في سجون لا تصلح حتى
للحيوانات فأين منظمات حقوق
الإنسان لتنزل ولتلمس بنفسها
معاناة المرحلين منهم لماذا
يمتهن اليمني عند جيرانه
ليبقى تحت رحمة خياران لا
ثالث لهما: الفقر والعوز في
ظل البطالة المستشرية
والأوضاع الاقتصادية المتردية..
نأمل من جهات الاختصاص
ومن فخامة رئيس الجمهورية
أن توضع هذه القضية نصب
أعينهم لتدارسها مع الأشقاء
في السعودية بحيث تسهل
لهؤلاء العمل دون خوف أو
امتهان.