الحمد لله أحمده حمدا يليق بذاته, وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة, وبعــــــــــــــــــــــــد
أرحب بكم إخواني الأعزاء, وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا, وأن يعلمنا ما ينفعنا, وأن ينفعنا بما علمنا,... آمين.
السنة النبوية المطهرة كما جعلتنا نقف على حقائق الماضي وأطلعتنا على الحاضر فقد بينت لنا وقائع مستقبلنا وما سوف يقع حتى في أواخر الزمان, وهذا شيء قد تميزت به هذه الأمة.
ولكن وللأسف الشديد فنحن أمة غافلة غير قارئة غير مستوعبة, نقف متشدقين بأمجاد الماضي ونبكي عليها, ثم إذا نظرنا إلى حاضرنا يعترينا اليأس والكآبة.
فلما نقف على المستقبل الذي صوره لنا نبينا صلى الله عليه وسلم وما سيكون في آخر الزمان, وأن العلو والغلبة سوف يكون لهذا الدين كما صورها الله عز وجل بقوله " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون " الصافات تنفرج لذلك أساريرنا ونشعر بالتفاؤل, فجند الله قادمون , وسيحقق الله النصر على أيديهم, ولن ينتصروا فقط على اليهود كما يعتقد الكثيرون, فهذا فهم قاصر فنحن لن نحقق النصر على اليهود إلا إذا قطعنا دابر من هم وراء اليهود من أهل أمريكا وأوروبا الممثلين للصليبية العالمية, من يدعمون اليهود ماليا وسياسيا وإعلاميا, ويمررون لهم جرائمهم ويقفون بالمرصاد ضد كل من يناهضهم أو يعتدي عليهم, وما حق الفيتو منا ببعيد.
ومثل الصليبية واليهودية في إجتماعهما على الإسلام وأهله أخي القاريء الكريم -واسمح لي أن أمثل لك بمثال- مثل ذئبين اتفقا على شاة, فإذا تمكنا منها والتهماها, استدار كل منهما للآخر ليتقاتلا, قال تعالى " وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب... ".
فمن التغفيل أن يتحدث أحد عن وقوف أمريكا بجانب قضية السلام وحقوق الفلسطينين واتفاقيات السلام, فما هذه إلا أماني لا يصدقها إلا الجهلاء.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يكشف لنا حجب المستقبل - وهو الذي لا ينطق عن الهوى- يبين أننا قبل أن نستأصل اليهود لابد وأن نستأصل الصليبية العالمية ممثلة في أوروبا وأمريكا.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف لنا الإنتصار على أمريكا وأوروبا تلك القوى العظمى التي تملك ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة ؟ كيف لنا أن نواجه كل هذه القوى ؟ أليس هذا خيالا ؟
لا أخي الكريم إن مثل أمريكا الآن كمثل عاد الأولى الذين قالوا في كبر وعظمة وتحد للجبار "... من أشد منا قوة.. " فكانت الإجابة من الله " أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون " فماذا كانت عاقبتهم يا رب ؟, " فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون " فصلت
وقد انكسر الإتحاد السوفيتي من قبل بأيدي جنود الله في أفغانستان يوم أن تجردوا من حظوظ الدنيا وأخلصوا لله العزم, فنصرهم الله.
ولكي نخرج من حالة اليأس التي انتابتنا من حاضرنا المخزي, فنحن في أمس الحاجة لقراءة المستقبل كما صوره لنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة وأبو داود في سننيهما, يحدث به جُبَير بن نُفَير رحمه الله (تابعي جليل) قال:انطلقت إلى ذي مخبر رضي الله عنه (صحابي جليل بالشام) أسأله عن الهدنة, فقلت له حدثني حديث الهدنة الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال ذي مخبر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يكون بينكم وبين الروم صلح آمن (في لفظ ابن ماجة: يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة)...." وهذا حاصل الآن بجلاء بما يسمى المصالح المشتركة والدول الصديقة, وإن شئت فقل تطبيع العلاقات, وإن شئت فقل الأخوة الإنسانية, وإن شئت فقل العولمـــة. فكلها كلمات تدار الآن حتى يأمنوا شرنا, وحتى نحصل على الأمن منهم.
فشعار الإنسانية رفع الآن لإذابة الأديان وليس لإذابة الجنسيات, فالأمريكي لابد وأن يعتز بأمريكيته, والإنجليزي لابد وأن يعتز بإنجليزيته, والفرنسي لابد وأن يعتز بفرنسيته, أما نحن فلا حول لنا ولا قوة.
ولذلك تجد المتنطعين من الشباب على أبواب السفارة الأمريكية بأعداد غفيرة آملين في الهجرة للتمتع بالحصول على الجنسية الأمريكية, غير عابئين بما يحاك ضدهم من طمس الهوية ونزع الدين.
يكمل سيدنا ذي مخبر رضي الله عنه الحديث فيقول... ( وستغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم... ) ولنا وقفة مع ماهية هذا العدو فالبعض يقول روسيا والبعض يقول إيران الشيعية والبعض يقول تركيا العلمانية -وهو أضعف الآراء- وإذا كان الترجيح بين الكتلة الروسية والمعسكر الشيعي في إيران فإننا لا نستبعد إشتراكهما معا في هذه الحرب.
أما كون القول الثالث القائل بأن العدو هو تركيا فهو مردود لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح والذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة - ومجان جمع مجن والمجن هو الترس الذي يتترس به المقاتل في الحروب - وفي لفظ "وجوههم محمرة", وفي روايات أخرى يزيد النبي صلى الله عليه وسلم الأوصاف توضيحا فيقول " زُلُف الأنوف "-وهو الأنف الصغير الأفطس- ويقول أيضا " صغار الأعين, نعالهم الشعر " -مثل رعاة البقر, لأن مناطقهم باردة فيصنعون هذا النوع من النعال طلبا للدفء - فيا ترى من يكون هؤلاء ؟ وهل ظهروا بالفعل أم لم يظهروا ؟ تأتي رواية في سنن أبي داود مفادها قوله صلى الله عليه وسلم " ستقاتلون الترك, قوم وجوههم كالمجان المطرقة " فحدد النبي صلى الله عليه وسلم أنهم الترك, يقول الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم "ونحن قاتلناهم ونقاتلهم الآن ونرجو أن تكون لنا العاقبة ".
فمن كان يعني بهؤلاء ؟
إنهم التتار, وأصل التتار أتراك, وكانوا عبادا للنار, وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكرة ستكون لهم مرات ومرات ثم ينكسروا ويهزموا, وقد انكسروا فعلا بفضل الله على أبواب مصر حماها الله تعالى والحمد لله رب العالمين.
ويضيف الإمام النووي " وقد رأيناهم وكلما نظرنا في وجوههم ونظرنا إلى أقدامهم قلنا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك كله يتبين أن الترك قد خرجوا بالفعل, فيكون العدو إما روسيا وإما إيران وإما كليهما, وبشائر ذلك قد ظهرت حيث توترت علاقات الغرب الصليبي مع كل من إيران وروسيا بشكل خطير, والعقوبات أوشكت أن تفرض على إيران بسبب الملف النووي.
فيا ترى ماذا سيحدث في هذه الحرب الضروس ؟ ولمن سيكون النصر ؟ وعلى ماذا ستتمخض الأحداث في نهايتها ؟
كل هذه الأسئلة أخي الكريم إذا أردت أن تعرفها فأرجوك تابع مقالتي القادمة بحول الله
في الختام أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.