السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
قال الله تعالى في محكمة التنزل"الَّذِينَ ءاتَيْنَهُم الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتَه" البقرة 121
إن حق التلاوة يشمل عدة أمور
ولذكرها لابد من أتدرج لعدة أمور منظمة تسير على النحو التالي
1. ما ذكر في التجويد
2. الدليل من السنة فالدليل تاصيل والقول بعده تنزيل للدليل
3. قول الإمام بن القيم في تلك الآية
4. استنباط المفسرون من الدليل ثم اختيار قول واحد للمفسرين يجمع بين التجويد والتفسير.
***
قال الله تعالى:" الَّذِينَ ءاتَيْنَهُم الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتَه" البقرة 121
معنى حق تلاوته: كما ذكر في التجويد هو التجويد وحسن التلاوة
أما الدليل : قال بن مسعود رضي الله عنه" والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحلل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما انزله الله ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله"، وقال عمر رضي الله عنه" هم الذين إذا مروا بآية رحمه سألوها من الله وإذا مروا بآية عذاب استعاذوا منها، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى" انه كان إذا مر بآية رحمة سأل وإذا مر بآية عذاب تعوذ"
وقال الإمام ابن القيم في مفتاح دار السعادة" والمعنى يتبعون كتاب الله حق إتباعه - ثم ذكر ءايات تشمل لفظ يتلون وقال- فحقيقة التلاوة في هذه المواضع هي التلاوة المطلقة التامة وهي تلاوة اللفظ والمعنى، وتلاوة اللفظ جزء مُسمى التلاوة المطلقة وحقيقة اللفظ إنما هو الإتباع يقال اتل أثر فلان.-..الخ ثم قال- وسمي تالي الكلام تاليا لأنه يتبع بعض الحروف بعضا لا يُخرجها جملة واحدة بل يتبع بعضها بعضا مرتبة؛ فكلما انقضى حرف أو كلمة اتبعه بحرف آخر أو كلمة أخرى وهذه التلاوة وسيلة وطريقة. والمقصود هي التلاوة الحقيقية وهي تلاوة المعنى وإتباعه تصديقا بخبره وائتمارا بأمره وانتهائا بنهيه وائتماما به حيث قادك انقدت معه فتلاوة القران تتناول تلاوة لفظه ومعناه وتلاوة المعنى اشرف من مجرد تلاوة اللفظ وأهلها هم أهل القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا والآخرة فإنهم أهل تلاوة ومتابعة حقا"
واستنبط المفسرون من قول ابن مسعود ونقلوا ما قاله تماما كالإمام السعد في "تيسير الرحمن"وعبد الله الأشقر في " زبدة التفاسير" والشيخ مصطفى العدوى في "مختصر صحيح تفسير بن كثير" والإمام أبو بكر الجزائري في" أيسر التفاسير" وجدير بالذكر هنا أن نختار من هؤلاء العلماء قول الإمام أبو بكر الجزائري لأنه جمع في مقولته بين ما قالته كتب التجويد وبين ما قاله المفسرون في كتبهم حيث قال" أن يجوِّدَه قراءة ويتدبره هداية ويؤمن بمحكمه ومتشابهه ويحل حلاله ويحرم حرامه ويفهم حدوده كما يفهم حروفه"ا.هـ "أيسر التفاسير"
تم بحمد الله وتوفيقه فقط