العدين التي تكاد قطعة من
جنة الفردوس نقلت إلى
الأرض، وهي غنية بمناظرها
الخلابة ووديانها الجارية
ومزارعها المتنوعة وطيورها
المغردة والتي تجعل الإنسان
أن يكون شاعراً مهما كانت
ثقافته، وهاهي تحول شيخ
الإسلام القاضي علي محمد
العنسي إلى شاعر غنائي
يتغنى بشعره الفنانون في
اليمن والخليج وما ديوانه
(وادي الدور) الذي شمل
العديد من القصائد الحمينية
والتي تكاد كل قصيدة قطعة
موسيقية تسحر الأذان والألباب،
وتجعل السائح في العدين
ووديانها ومحلاتها وقراها
يعشقها وإن كان قلبه من
حجر. وقد ذكر المرحوم
الأديب الشيخ يحيى بن منصور
في تحقيقه لديوان وادي
الدور للمرحوم القاضي علي
محمد العنسي بأن العدين هو
أسم جديد لمقاطعة حصينة
شمال مخلاف تعز وحدودها
من الشمال والغرب جبال
وصاب وضواحي زبيد ومن
الجنوب مخلاف تعز ومن
الشرق بلاد جبلة وحدود بلاد
العدين من جبل مشورة الذي
يشرف على بلاد العدين شرقاً
إلى ضواحي زبيد غرباً مسافة
ثلاثة أيام ومثلها في جبال
وصاب شمالاً إلى مخلاف تعز،
والعدين تصغير عدن وهو
قسم من أراضي الكلاع والذي
كان يطلق عليه وعلى بلاد
حيس وذي السفال وإب
وبشكل هضبة تشمح فيها
العديد من الجبال والحصون
التاريخية الأثرية وتتخللها
الوديان ولم تعرف العدين إلا
في القرن العاشر الهجري.
أما في التقسيم الإداري
للجمهورية اليمنية فهناك ثلاث
مديريات يطلق عليها تسمية
العدين وهي العدين، وفرع
العدين، وحزم العدين. فمديرية
العدين تتكون من أثنين
وعشرين عزلة وهي: (بلاد
المليكي وفيها حصن ريمان
والذي يعتبر من أمنع الحصون
في اليمن وهو مشرف على
مذيخرة من غربها، بني زهير،
بني عبدالله، بني عمران وفيها
وادي عنه المشهور، بني
عواض، بني هات والذي توجد
فيها مدينة العدين، جبل بحري
وفيه وادي زبار وقرية
الأشبوط، الجبلين، حيد
الشرفي، خيار، الرضائي
ومن قراها العراصم والأعدان
والجرين، السادة ومن قراها
الرأس ذي عتام وادي شير
والجازعة والكراب، شرف
حاتم، تلف، عدين، العمارنة
وفيها قرية السنعات المشهورة
بزراعة البن، غابر، القصبة،
وقداس، نصع حلبان، فضل،
الوادي) وتقع في الجزء
الجنوبي الغربي من إب وتبعد
عن إب بحوالي 40كم ويحدها
من الشمال مديريتي حبيش
وحزم العدين
ومن الجنوب مديريات مذيخرة
وذي السفال وجبلة ومحافظة
تعز مديرية شرعب السلام
ومن الشرق مديرية جبلة وإب
ومن الغرب مديرية فرع العدين
ومديرية شرعب السلام، وتبلغ
مساحة المديرية 369كم2
وعدد مساكنها 23.008مسكن
وعدد اسرها 22.027 أسرة
وعدد سكانها 143.578نسمة
وقد ذكرها الهمداني في
كتابه (صفة جزيرة العرب)
في أوائل القرن الرابع عشر
الهجري حيث ذكرها في
مخلاف السحول ومخلاف
الشراعب وقد وصفها بأنها
بطن من بطون حمير.
ومن العدين مديرية فرع العدين
وهي من مديريات إب في
أقصى الجنوب الغربي من
المحافظة ويحدها من الشمال
مديريتي العدين وحزم العدين
ومحافظة الحديدة (مديرية
جبل رأس)، ومن الجنوب
محافظة تعز (مديريتي شرعب
السلام وشرعب الرونة ومن
الشرق مديرية العدين ومن
الغرب محافظة تعز (مديرية
مقبنة ومديرية جبل رأس)
وتبلغ مساحتها 373كم2
وتتكون من ثمان عزل وهي
الأخماس، الأهمول، وبني
أحمد، والثلث، وبني يوسف،
والعافية، والمزاجن، والمسبل،
والوزيرة) وعدد مساكنها
16.442 مسكن، وعدد أسرها
15.277أسرة وعدد سكانها
89.011نسمة.
ومن العدين مديرية حزم العدين
وهي إحدى مديريات محافظة
إب ويحدها من الشمال
مديرية القفر ومحافظة ذمار
(مديرية وصاب العالي) ومن
الجنوب مديريتي العدين وفرع
العدين، ومن الشرق مديرية
حبيش ومن الغرب مديرية
جبل رأس محافظة ومديرية
وصاب السافل في محافظة
ذمار، وتتكون من العزل
التالية: (الأبعون، الأجعوم،
الأحبور، الأحكوم، الأسلوم،
بربس، بني أسعد، بني
سليمان، بني علي، بني
الفخر، بني وائل، جبل حريم،
حقين، حليمة، سيدم، الشعاور،
الشرقي، المجاهدة، المزارقة،
المعيظة)، ومساحتها 484كم2
، وعدد مساكنها 13.686
مسكن، وعدد أسرها12.761
أسرة، وعدد سكانها 79.483
نسمة. ومن أهم المناطق
والمعالم التاريخية والأثرية
في العدين:
- حصن يفوز: وقد جاء ذكره
في (معجم البلدان لياقوت
الحموي) بأنه حصن في
مخلاف جعفر، وقد ذكر
المرحوم القاضي محمد علي
الأكوع في تحقيقه لكتاب
تاريخ اليمن المسمى المفيد
في أخبار صنعاء وزبيد لنجم
الدين عمارة بأن يفوز بفتح
المثناة من تحت وضم الفاء
ثم واو زاء وهو ما يسمى
الآن بالقلعة وهي مثلثة
الشكل كل قلعة منها تسمى
بأسم واحد يسمى يفوز وقلعة
يفوز لا تزال إلى الآن عامرة
آهلة بالسكان وتقع في عزلة
بني عواض ويرجع بناء هذا
الحصن إلى القرن السادس
الهجري القرن الثاني عشر
ميلادي وقد قام ببنائه وائل بن
عيسى بعد أن قتل الملك علي
محمد الصليحي وهو يتكون
من ثلاث قلاع ويحيط بها
سور دائري من الحجر
وتنتشر في داخله مدافن
الحبوب وكروف المياه في
أسفل الصخرة الذي أقيم
عليها حصن يفوز يوجد فيها
كهف منضور واسع ويستخدم
كملجئ في حالات الحرب ولا
يتم الوصول إليه إلا عبر
طريق صعب وهي طريق
مشتركة مع حصن القفلة
المجاور لحصن يفوز كما جاء
هذا الوصف في نتائج المسح
السياحي.
- مدينة العدين: كانت العدين
أحد مواقع محطات القوافل
التجارية القديمة والتي كانت
تحمل البضائع من مدينة عدن
إلى مدينة صنعاء ثم مكة
المكرمة والمدينة المنورة حتى
بلاد الشام وكانت أحد محطات
درب أسعد قبل الإسلام وأصبح
بعد ذلك طريق الحجيج، وقد
أقيمت سمسرة للراحة والنوم
وعرفت بسمسرة العدين وقد
جاء المواطنون وبنوا مساكن
لهم حولها وأطلق عليها فيما
بعد العدين وأصبحت مدينة وقد
سكنها اليهود والبينيان والذين
كانوا يتعاطون التجارة وكان
يوجد سور يحيط بالمدينة
ولايزال يوجد في مدينة العدين
بعض الأطلال لعدد من
القصور القديمة، ومباني مدينة
العدين مباني شاهقة وتتميز
وحجارتها متعددة الألوان مما
يعطيها طابعاً مميزاً لايملك
المشاهد إلا أن يصاب بالدهشة
من روعة جمال مبانيها.
- حصن يريس: ذكر يريس
القاضي محمد علي الأكوع
في تحقيقه لصفة جزيرة
العرب بأنها عزلة في جبل
حبيش من الكلاع، ويريس
بفتح الياء وكسر الراء وياء
ساكنة وأخرها سين، هي الآن
عزلة من عزل مديرية حزم
العدين وقد كانت مقراً
لسلاطين الكلاعيين والذي يعد
أسعد بن وائل أشهر سلاطينها
ويوجد في هذه العزلة حصن
بريس ويعتبر هذا الحصن
موقعاً إستراتيجياً وله طريق
واحد، ويوجد في هذا الحصن
العديد من مدافن الحبوب
وكروف المياه ويوجد له سور
يتخلله العديد من الأبراج
والنوب والحصن يعاني من
الإهمال وهو آيل للسقوط.
- مدينة مذحج: توجد أطلال
هذه المدينة القديمة في
مديرية فرع العدين وموقعها
في هذه المدينة على هضبة
جبلية وعلى مساحة 5كم
وتغطي أطلال هذه المدينة
الآثرية الرمال.
- الحمامات الطبيعية: توجد
في العدين العديد من
الحمامات الطبيعية وهي
(حمام الشعراني في مديرية
العدين في سائلة وادي عنه
ويبعد عن مدينة العدين
بحوالي 4كم، وحمام جبل
بحري ويوجد في عزلة بحري
من مديرية العدين ويبعد عن
مدينة العدين 7كم، وحمام
الأسلوم الذي يقع في عزلة
الأسلوم في مديرية حزم العدين
وهويقع في سطح جبل يطل
على وادي عنه وهو حمام
بخاري دائم الجريان طوال
العام.
- ومن أهم المراجع التي
رجعنا إليها في الكتابة عن
العدين (صفة جزيرة
العرب)للهمداني،و(معجم
البلدان)لياقوت
الحموي،و(الموسوعة
اليمنية)،و(مجموع بلدان اليمن و
قبائلها) للعلامة المرحوم
محمد الحجري،(المفيد في
أخبار صنعاء وزبيد)لنجم الدين
عمارة تحقيق المرحوم محمد
علي الأكوع،و(معجم البلدان وال
قبائل اليمنية)للمقحفي،و
(الموسوعة السكانية)للدكتور
محمد علي عثمان المخلافي،و
(نتائج المسح
السياحي)،ونتائج التعداد العام
للسكان والمساكن والمنشآت
لعام 2004م،وديوان(وادي
الدور)للقاضي علي محمد
العنسي تحقيق المرحوم
الشيخ يحيى منصور بن نصر.