أما لليل هذا التضجر من صباح ؟!
أف..... ضيق.... طفش !!!!
ملل يخنق !!! وكدر يشنق !!!
تماما....
هذا حال البعض - متعنا الله وإياهم بالسعادة -
إحساس لا يمكن إخفاؤه
يتفلت قسرا..
فيخرج في صورة زفرات وأنات !!!
تعبيرا عما تختلجه الصدور من موجعات !!
ولسان حال البعض يقول :
لو كان الطفش- الملل - رجلا لقتلته !!!
فما المخرج ؟!
وكيف بزغت وسرت هذه الآفة الجلل ؟!
هذه الآفة حلت بالصدور
لما فتشنا عن السعادة في غير موضعها !!
لما بحثنا عن النشوة الحقيقة...
في مكان قفر...
لا توجد لها فيها معالم
أو بقايا من أثر ؟!!
لأننا فتشنا ونقبنا في العلل بحثا عن الشفاء !!!
أيها الكرماء...
لاحظوا وتأملوا معي في الآية التالية :
قال الله تعالى (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ))
لاحظوا أن في الأية سبب ونتيجة
فمن أتى بالإيمان والعمل الصالح تحصل على النتيجة وهي الحياة الطيبة... وإن تخلف السبب تخلفت النتيجة تبعا لتخلف سببها.
قال أهل العلم في الآية السابقة " فلنحيينه حياة طيبة "
حياة طيبة في ( الدنيا - القبر - الآخرة )
يعني حياة طيبة في مراحل الإنسان كلها !!!
الله أكبر !!! وماذا بقي ؟!!!
إن الله الذي خلق الإنسان وأعلم به يخبرنا أن لاحياة طيبة لهذا المخلوق إلا بالإيمان والعمل الصالح.
وحينما نلاحظ الواقع نجد أنه شاهدا على هذه الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد معاند
ألسنا نلاحظ تفتح أسارير القلب عند فعل الطاعة
وانغلاقه عند فعل المعصية !!!!
ألسنا نلاحظ تضجر القلب وقلقه
من خوف غامض من أهل الشر
وانبساطه وارتياحه لأهل الخير !!!!
ثم لو تدبرنا قليلا في أمر السعادة لعلمنا أنها بيد الله
فكيف لنا أن نحوزها بمعصية الله ؟!
ولذلك فالهروب للأغاني والأفلام والعلاقات المحرمة ووو
طلبا للسعادة هو هروب للمعاصي
والمعاصي سبب التعاسة كما مر بنا
ويزداد الأمر وضوحا وتأكيدا في أن المعاصي سبب للتعاسة والشقاوة قوله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى "
ولذلك - للأسف - بعض الناس يهرب للتعاسة
متصورا أنه يفر منها !!!!
وما علم أنه يرتمي في أحضانها !!
وقال الله تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
بذكر الله وليس بذكر الشيطان من أغاني وعلاقات محرمة ومسلسلات......
ولله در أقوام و جدوا السعادة والانشراح النفسي
فقالوا مقولتهم الرائعة المعبرة : " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف "
ولله در من قال أن للدنيا جنة من حرمها حرم جنة الآخرة.
إنها جنة العبادة ورياض التقوى.
وقبل كل هذا ما أصدق الله عز وجل القائل :
" فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى"