بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن أبناء منطقة دماج
الحمد لله القوي المتين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, أما بعد:
فهذا بيان للناس في سائر أرجاء المعمورة يصدر عن أبناء منطقة دماج, وفيه بيان ما يلي:
أولًا:أن الحصار الغاشم الظالم الذي ابتدأ في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة 1432هـ الموافق 20/10/2011م, من قبل الحوثيين تجاه منطقة دماج والذي يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم بعدد وعُدد وأسلحة هائلة, ويستهدف دين أبناء المنطقة ودعوتهم الخيِّرة النافعة وأعراضهم وأرواحهم, وبات يهدد حياة آلاف الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن والزّمنَى: لا يزال مستمرًا مطبقًا إلى يومنا هذا 16محرم 1433هـ الموافق11/12/2011م, ويشتد يومًا بعد يوم وتزداد حدَّته وضراوته بدون رحمه أو مراجعة لدين أو قيم أو أخلاق أو إنسانية, وبدون أي مبرر أو سبب سوى البغي والظلم والطغيان وجنون الملك الذي طبّق عقولهم والمادة التي باعوا دينهم وإنسانيتهم بها.
ثانيًا: أن الحالة الإنسانية التي يعيشها أبناء المنطقة بلغت من المشقة بحيث أصبح يعرفها القاصي والداني, كما يؤكده الصحفيون والحقوقيون على اختلاف اتجهاتهم الذين دخلوا المنطقة وشاهدوا ذلك بأعينهم رغم الصعوبات التي لاقوها والتهديدات التي وجهها نحوهم الحوثيون بغرض تغطية جرائمهم البشعة بأبناء المنطقة.
ثالثًا: أن الحوثيين لايزالون يصبون وابل أعيرتهم النارية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على المساكن والدور والمحلات والطرقات والممرات, ويقنصون المارّة من الرجال والنساء والأطفال فيسقطونهم جرحى وقتلى, ويوجهون مدافعهم ورشاشاتهم نحو المسجد والمكتبة والمطبخ والسيارات والمرافق التابعة لمركز دار الحديث ليلًا ونهارًا, ولا يزالون يواصلون توسعهم في بناء المتارس التي يستهدفون منها أرواح سكان المنطقة ومنازلهم وضرورياتهم كخزانات الماء التي يشربون منها, ومضخات الماء, بل ومواشيهم وسائر منافعهم.
رابعًا: وكل ذلك مما سبق ذكره يمارسونه تحت ستار هدنة يزعمونها, وسيناريوا صلح وهمي يفتعلونه يقصدون به تغطية جرائمهم, فحسب زيادة في التعتيم على الوضع الإنساني الشديد الذي بات يهدد حياة آلاف الأسر في منطقة دماج.
- وعليه فكل دعوى من قبل الحوثيين وأذيالهم من المنتسبين إلى الجهات الرسمية التي تزعم وجود مساعي متتابعة للصلح بين الأطراف: فهي دعاوى كاذبة, من باب ذر الرماد على العيون, ومجرد أدوار يفتعلها الحوثيون لتمديد الحصار الظالم الغاشم, ويضغطون بها على أبناء المنطقة لينالوا منهم مآربهم وافية.
- ونعلن أن كل ما يزعمه الحوثيون من مساعي الصلح فإنما هي فبركة إعلامية يتخذونها لقلب الحقائق وذلك بتصوير الظالم الغاشم القاتل المحاصِر في صورة مظلوم محصور مسكين!! وهي مراوغة ثعلب ليست نافقة في السوق الإعلامي في الحقيقة إذ لايمكن أبدًا تحويل مجرى الأحداث الدامية التي تشرق عليها الشمس وتغرب بمجرد كذب مفضوح يتفوه به الحوثيون وأبواقهم هنا وهناك في تصريحات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
وحال الحوثيين وأذيالهم كما قيل: يد تسبّح وأخرى تذبّح.
سادسًا:ونظرًا لتمادي الحوثيين الظلمة البغاة في عدوانهم وبغيهم الذي ليس له حدود ونال الأرواح والأعراض والمساجد والمساكن والمرافق كلها بصفة عامة, فإننا:
أولًا:نسأل الله ربنا مالك الملك أن يدفع عنا هذا البغي والعدوان, وأن يعيننا على دفعه.
وثانيًا:نوجه مناشدتنا لسائر المسلمين في الداخل والخارج لإنكار هذا المنكر الفضيع, ونصرة المظلوم, والقيام بما أوجب الله عليهم من الحقوق تجاه إخوانهم المؤمنين مما هو معروف في الكتاب والسنة.
وثالثًا:نناشد حكومتنا, ونوجه نداءنا لدولة رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير الصحة ووزير التربية وكافة المسؤولين في الدولة أن يقوموا بما أوجب الله عليهم تجاهنا كوننا من أبناء اليمن ونعيش على أرضه لنا من الحقوق ما لسائر اليمنيين وعلينا ما عليهم.
فلنا حقٌ في تأمين الطرق.
ولنا حق في تعليم أبنائنا وبناتنا, مع العلم أن مدارسنا مغلقة منذ شهرين نظرًا للحصار ووابل النار الذي يصوبه تجاهنا الحوثيون البغاة وتجاه مدارسنا.
ولنا حق في الدواء والمستشفى الذي يموت المريض منا ولا يقدر على الوصول إليه!
ولنا حق في مزاولة أعمالنا ووظائفنا كسائر الموظفين في الدولة, فمنا المعلم والطبيب والمهندس والمدير والجندي والصيدلي والموظف الإداري, وكلهم لا يقدرون على القيام بأعمالهم ومزاولة وظائفهم, بل هم خائفون على أرواحهم وأعراضهم وبيوتهم في جميع ساعات الليل والنهار.
ولنا حق في الأسواق والتكسب بالطرق المشروعة الذي حصرنا عنه الحوثيون منذ شهرين.
ونكرر مناشدتنا لكل من يهمه الأمر من المسؤولين للقيام بما أوجب الله عليهم ودفع الظلم عن المظلوم والأخذ على يد الظالم الغاشم ومتابعة أحوال الرعية.
ونحن نطالب كل الهيئات والجمعيات والمؤسسات ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية برفع مطالبنا لكل من يهمه الأمر, والتعامل معها بجدية وإيصال رسالتنا إلى من أمكن إبلاغه:
بأننا نطالب بمعاملتنا معاملة إنسانية, ونطلب الأمن وندعوا إليه, ونطلب رفع البغي والعدوان علينا, وفك الحصار المضروب منذ شهرين عنا, ورفع الأعيرة النارية التي يصبها علينا الحوثيون البغاة بلا هوادة ولارحمة ولا شفقة ليلًا ونهارًا, ونطالب بكافة الحقوق التي ضمنها لنا ديننا الإسلامي الحنيف وكفلتها معايير الأخلاق الإنسانية, ونلفت نظر الجميع إلى التيقظ والتسلح بالوعي, والتفهم لمخططات الحاسدين والحاقدين التي تستهدف خيرات البلاد والعباد والسعي الجاد مع الإستعانة بالله لإفشال تلك المخططات لتبوء بالفشل ويبوء أهلها بالخيبة والخسارة.
ونسأل الله أن يدفع عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين الفتن, ولاحول ولا قوة إلا بالله.
حمّل البيان من هنا بصيغة وورد (http://aloloom.net/upload/m/bian_abna_dammaj.doc)