علـى مهلـك تـرى بوحـي يزلـزل قسـوة الأزمـان
علـى مهلـك تـرى حزنـي تعلـق فــي ثوانيـهـا
رسمت الحزن فـي بسمـة غـلا تنهـش كيـان إنسـان
نجـت مـن أصعـب الأمـواج وماتـت فـي موانيهـا
أنـا اللـي فـي بحـور الوقـت تشبـث بنهـر بركـان
غريـقٍ بـيـن نـهـر ومــا وسكـراتـه يعانيـهـا
وأنـا مـن يتمّـوه النـاس وهـو فـي قمـة الأحـزان
أخـذ مـن جرحـه الدامـي ويدفـن فــي محانيـهـا
نهـض مـن كبـوة حصانـه بـلا فزعـه ولا أعـوان
ذكــرى والــده تـكـفـي يهـدّمـهـا ويبنـيـهـا
أنا جمر وسكـر خمـر ونـدم عمـر ونـدى أغصـان
وأنـا الطفـل الــذي يلـعـن قواصيـهـا ودانيـهـا
شقـاوه مـع دمـوع وهـم, وسطـوه مثلمـا الفرسـان
غـرايـب ياغريـبـة جــرح وأمـانـه ياأمانيـهـا
رسمـت مـن الهجـر لوحـه بـلا روح وبـلا ألـوان
وكسـرت مـن الألــم عـطـر وتبينـلـي معانيـهـا
أنا نزف وصـدى عـزف وأنـا إنـس بخيـال الجـان
وأنـا نظـرة عـتـب بـانـت لهالدنـيـا ومبانيـهـا
أنا صـورة دمـار وحـرب ماتعـرف حقـوق إنسـان
وأنـا حــزن الـوفـاة وونــةٍ جــرت سوانيـهـا
أنا أعذب قصيدة حـب ترفـرف فـي سمـا الأوطـان
حـروف مبعثـره تطـرب بهـا إمـلـوك وغوانيـهـا
أنـا اللـي نزلـت إدموعـه علـى رجفـة رعـد وآذان
وأنـا اللـي ينظـم آهاتـه علـى إلـحـون ويغنّيـهـا
أنا مـن ينثـر أوجاعـه علـى خيمـه, علـى كثبـان
عـلـى سدو,وسـعـن بــدو وركـايـب مانثنّيـهـا
وأنـا اللـي سافـر برحلـه كراسيهـا سحـب وأمـزان
ووجهتـهـا عـلـى زمــزم نطهـربـه أوانـيـهـا
أنـا فـي ماضـي الأزمـان فرحـه تنعـش الوجـدان
ولاكــنّ الـزمـن ظـالـم وأفـراحــي نهبنـيـهـا
أنا الحزن الغريـب اللـي زرع مـن ضحكتـه بستـان
وأنـا الدمـع الغزيـر اللـي ديــار الظـلـم يفنيـهـا
أنـا نبضـة ألـم وأحـزان, أنـا قصـه بـلا عنـوان
أنــا إنـســان يـادنـيـا حـيـاتـه مايدانيها