الجالية اليمنية بأمريكا تحيي ذكرى «الكرامة» والمحامي برمان: القضاء النزيه يمكن ان يلغى «الحصانة» بجلسة واحدة
المصدر أونلاين- الولايات المتحدة: عماد هادي
نظمت الجالية اليمنية في ولاية ميشجن الامريكية فعالية منوعة بمناسبة مرور عام على مجزرة جمعة الكرامة التي راح ضحيتها أكثر من خمسين شاباً في ساحة التغيير بصنعاء.
وكانت منظمة يمانيو المهجر للتنمية والحوار بامريكا ولجنة المساندة الشعبية لدعم الثورة اليمنية قد نظمتا فعالية ظهر أمس الأحد في مدينة ديربورن بولاية مشجن الأمريكية تخللها عدة عروض وندوة نقاش مفتوح بحضور رئيس منظمة (سجين)، الناشط الحقوقي في منظمة «هود» للدفاع عن الحقوق والحريات عبدالرحمن برمان.
وصعد المحامي برمان المنصة مع تعالي هتافات التحية والتصفيق ابتهاجا بقدومه ضيفاً على الجالية كشاهد حي على مراحل الثورة السلمية في اليمن التي عانى المهاجر اليمني مرارة البعد عن بلاده، حيث لاحيلة له سوى إقامة مثل هذه الفعاليات والاحتفاليات التضامنية يناصر من خلالها ثورة شعبه.
وبدأ برمان بشكر الجهات المنظمة للفعالية ثم أثنى على المرأة اليمنية باعتبارها عنصراً فاعلاً في إنجاح الثورة اليمنية السلمية. وقال «كنا قبل الثورة نقول عن المرأة هي ام الشهيد واخت الشهيد وزوجة الشهيد والمعتقل ولكن بعد الثورة أصبحت هي الشهيدة والجريحة والمعتقلة».
وسرد برمان المرحلة التي سبقت الثورة وساق العديد من شواهد وصور الانتهاكات التي كانت تمارس من قبل نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال بان هناك «ضخ إعلامي مهول لمحاولة تشوية الثورة السلمية من قبل بقايا نظام صالح».
وحكى قصة من انتهاكات النظام السابق ضد «باحث يمني الذي عمل دراسة في الصين عن رؤيته العلمية لتطوير الكهرباء في العالم، ولقائه بالرئيس الصيني الذي حاول منحه راتبا مجزيا لقاء بقائه في الصين كباحث في هذا المجال لكنه آثر العودة الى اليمن محاولا تقديم حلولا علها تساهم في تطوير الكهرباء في اليمن وكيف تم اعتقاله في المطار وتعذيبه ولم يفرج عنه الا وهو مجنون والآن يعمل بستانيا في حديقة إحدى المنشئات الحكومية».
وتطرق المحامي برمان الى الانتهاكات التي حدثت في المحافظات الجنوبية، وقال «استباحوا كل شيء في المحافظات الجنوبية حتى المقابر حولوها إلى أراض للبيع والشراء»، وأضاف «كان هناك حراك في الجنوب بينما كان الحراك في الشمال مقتصرا على النخب مثل النقابات والمنظمات».
وقال «قامت الثورة من اجل امل التي اختطفها احد ضباط الامن واغتصبها، ومن اجل منتهى الخديري التي باعتها أمها بخمسة عشر الف ريال على الحدود السعودية من اجل حاجتها للمال لإطعام باقي الاسرة».
وعن جمعة الكرامة، قال برمان إن «كل اجهزة الدولة كانت ضالعة في المجزرة». مضيفاً الدكتور العلفي النائب العام السابق «أقيل بسبب انه كان قد وعد بالتحقيق مع أولاد الرئيس المخلوع ومن معهم من المتورطين في المجزرة».
وبشأن قانون الحصانة للرئيس السابق ومعاونيه، رأى أن الدستور اليمني لا يعطي حصانة «لقاتل» أنه يستند إلى الشريعة الإسلامية، «فإذا وجد القضاء النزيه يمكن ان يلغى هذا القانون بجلسة واحدة».
وفي نهاية الحفل تم تكريم المحامي برمان من قبل منظمة يمانيو المهجر ولجنة المساندة الشعبية تقديرا لجهوده في خدمة الثورة اليمنية ودفاعه المتواصل عن حقوق المظلومين والمعتقلين من أبناء اليمن.
وكانت فقرات الفعالية قد بدأت قبل صلاة العصر بعرض فيلم وثاقي بعنوان «ليس للكرامة جدران» الذي يروي مجزرة جمعة الكرامة ويعرض صوراً نادرة من الحدث، حيث شوهد عدد من الحاضرين وهم يذرفون الدمع من هول ما شاهدوه.
وبعد صلاة العصر بدأت فقرات الفعالية بتلاوة آي من الذكر الحكيم تلاها الشاب زين العابدين الشميري ثم الدعاء للشهداء من قبل الشيخ عبدالرزاق السيد إمام مسجد معاذ بمدينة هامترامك، بعدها وقف الحاضرون للنشيد الوطني للجمهورية اليمنية.
ثم كلمة الجهات المنظمة للحفل ألقاها الناشط في الجالية منصور مجرد التي رحب خلالها بالحاضرين وبالضيف القادم من اليمن عبدالرحمن برمان. وقال إن المغتربين اليمنيين كانوا يتابعون الثورة بشكل مستمر «ظللنا متسمرين أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز نتابع تفاصيل الثورة».
وطالب الحكومة الامريكية بدعم الثورة اليمنية وتجميد أرصدة الرئيس السابق.
بعد ذلك عرض فيلم قصير من إنتاج المخرج اليمني جمال المريسي، سرد مراحل الثورة اليمنية منذ بدايتها مرورا بثورة المؤسسات، وليس انتهاء بانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن.
وقدم فقرات الفعالية كل من الناشط السياسي عارف محسن ناجي، والشابان احمد الماوري وحمزة الشريف. كما تخلل الفعالية معرض صور فوتوغرافي لشهداء الثورة اليمنية وشهداء جمعة الكرامة.