لا بد ان نفهم ايها الاخوان
والاخوات الاعزاء ان الطريق
لطلب رضا الله سيكون فيه
الواحد كالغريب وسيشعر
بالغربه حتى بين اقرب النس
اليه واحبهم الي قلبه ان كانوا
غير مهتدين على طريق
الطاعه والتقوى ولاننا يا
احبتي الكرام في زمن لا
يفهم فيه الكثير من الناس
جوهر الدين الصحيح إلا من
رحم الله ولا يعني هذا الجزع
والوهن بل لابد من السير في
هذا الدرب والله عوناً له او لها
عن أبي هريرة رضى الله عنه
قال:بدأ الإسلام غريباً وسيعود
كنا بدأ غريباً,فطوبى للغرباء"
وفي تفسير الحديث هذا
وردت احاديث مرادفة المعنى:
الذين يٌصلحون ما افسد الناس
من بعدي من سنتي " "
" الذين يصلحون إذا فسد
الناس "
"اناس صالحون في أناس
سوء كثير.من يعصيهم أكثر
ممن يطيعهم "
وفٌسرت المعنى العام للغربه
على النحو التالي:
أولاً :
غربة أهل الإسلام في أهل
الأديان في كل زمان ومكان
فالمسلمون في الكفار
كالشعره البيضاء في الثور
الأسود فمن سعى لتطهير
الدنيا من الكفر والشرك
والمعاصي حتماً يعد شخصاً
مثالياً ولان هالنوعيه من
الصراعات التي يدور رحاها
بين التوحيد والشرك سيطول
وسيستمر حتى يأتي أمرالله.
واما من ظن ان خلاف هذه
الحقيقه ولم يبادر بالدعوه
والجهد من اجل إصلاح الدين
فهو مخطأ لان النبي صلى الله
عليه وسلم واصحابه الكرام لم
يمتنعوا عن الجهر بالدعوه
والتضحيه في سبيلها والصبر
عليها.
ثانياً:
وغربة المسلمين قد تكون في
كثير من الاحيان اشد من
غربة المسلمين في سائر
الاديان وكلما ازداد تمسك
الغريب بالدين والسنه علماً
وعملاً ازدادت غربته وقل
مشاكلوه وكثر مخالفوه فهو
مسافراً في طريق طويل
وفيه عدم مطبات ومراحل
وعليه ان يواصل قطع المرحله
تلو الاخرى دون كلل او ملل
حتى ولو لم يواصل السير
معه الا القليل.
وبلا ادنى شك سيجد هذا
الغريب كرب الغربة وشدتها
على النفس حين يكون
المنابذون له والمسفهون لرأيه
هم اخوانه في الدين!!
فليس مستغرباً على المسلم ان
يبادر الكفار بمحاربته ووضع
العقبات والأشواك في طريقه
بل العجب ان لم يفعلوا هذا
الشي.ولكن ان يكون إخوانه
في الدين هم القائمون على
الايذاء وعرقلة طريقه فهذا هو
الجرح الذي لايندمل ولهذا قال
سفيان الثوري"استوصوا
بأهل السنه خيراً "فإنهم غرباء"
و عليه فوجب على كل مسلم
ومسلمه ان لا يشعر بالضيق
والحزن او انهزام نفسي
يوقفه او يوقفها عن مواصلة
السير والنهج الطيب الي الله
وقد يواجه المصاعب والمتاعب
من اقرب الناس اليه اي من
الاسره نفسها داخل البيت
الواحد والمهم ان لايشعر
بههذه الغربه اطلاقاً وان
لايسمح للانهزام ان يغزو قلبه
ويمنعه من الاجتهاد والمواصله
بل عليه ان يتأخذا من هالشي
دافع لمزيد من العطاء
والتضحيه والتحمل والقيام
بالدعوه الي الله علماً وعملاً
تم بحمدالله ولاتنسونا من الدعاء