حميد عقبي
نلاحظ هذه الايام العديد من
المقالات تتحدث عن تهامة و
محافظة الحديدة و ما تعانيه
من ظلم و اقصاء و اهمال
رسمي اضافة لغرور الامن و
العسكر و استمرارهم في
اذلال الناس و اهانتهم و هتك
كرامتهم و تقصيرهم في
حماية الاموال و الانفس و
الاعراض و مشاركتهم في
عمليات التهريب و نهب
الاراضي و ارتكاب ابشع
الجرائم.
النظام الحالي سار على نفس
سياسة المحتل التركي و
الحكم الامامي البائد في
التعامل مع الملف التهامي و
ذلك بزرع الخوف و التفرقة
و شراء الضمائر و جعل
تهامة مباحة لكل جبار اثيم,
بالتاكيد نفذ صبرنا و لم تعود
المناشدات مجدية و لعلنا
بحاجة الى انتفاضة و ثورة
كتلك التي حدثت في ولاية
سيدي بوزيد التونسية, حيث
خرج الناس الى الشوارع
يهتفون ضد النظام و يطالبون
بحقوقهم المدنية و الانسانية و
ذلك بعد ان احرق شاب
تونسي نفسه امام الولاية,
اصبحت هذه الانتفاضة مشعل
منير لم تفلح الشرطة و الامن
في اخمادها و هي دلالة ان
دولة الظلم ساعة و ان اي
حاكم مهما امتلك من قوة
وشرطة و سجون تعذيب و
حلفاء من الخارج من الممكن
ان يثور الشعب عليه و ياخذ
حقوقه بالقوة.
النظام اليمني يقلد و ياخذ
الخبرة من كافة الانظمة
المستبدة في العالم, هو
كوكتيل و نموذج لنظام
ديكتاتوري فاسد و لا امل
بصلاح هذا النظام او نصحه
فقد عم الخراب في جميع
ارجاء اليمن و اشتعلت
الحروب و نهبت الثروات و
توقفت التنمية و عم البلاء و
الجهل و الفقر و المرض.
تهامة هي اكثر الاقاليم
تضرارا من هذا النظام و هي
معزولة و بعيدة عن الاضواء و
لا تصل اليها وسائل الاعلام
او تتجاهلها فاصبح اهل تهامة
يزرعون و يفلحون و يسمنون
الخرفان و يصطادون الاسماك
و غيرهم هو من يستمتع و
يجني و ياكل شقاهم و
عرقهم, فاجود انواع اللحوم و
الخضروات و الفاكهة و
السمك و العسل التهامي
ستجده يصدر للخارج او
يذهب لصنعاء و الاستهلاك
المحلي هو البقايا الفاسدة
كون غالبية الناس اصبحت عبيد
و عمال و خدم لشخصيات
ثرية و سياسية و عسكرية,
هذه الشخصيات هي من
يمتلك المزارع و الشركات و
المصانع و هي من يمتص
الثروة و الخيرات, الفتات
الفاسد يكون من نصيب اهل
الارض.
في الاونة الاخيرة شجع
النظام ظاهرة التدين و
انتشار المراكز و الجماعات
الدينية, هذا التدين سلبي يدعو
للاستلام و الخضوع و يمجد
الحاكم و يقدسه و يدعو
الناس للصبر و يعدهم بجنان
الخلد باعتبار حياة الفقر نعمة
و المرض نعمة و الموت نعمة
يجب ان نحمد الله على هذه
النعم و نشكره و نظل تحت
طوع الحاكم الذي يسرق و
ينهب و يقتل بوحشية.
باعتقادي ان الاديان سماوية او
ارضية تحمل الحلم و الامل و
تربط الانسان بالخالق و الاله
و لكنها مساحة و فضاء
لمعرفة الحقيقة, لعل اهم
الحقائق هي الشعور
بالكينونة و الاستقلال و قداسة
الحياة و الشعور بالكرامة
الانسانية و تخليص الانسان
من الظلم و العبودية, اي دين
يسلب الانسان من الحرية و
يجعله عبد و ضعيف فهو دين
مغشوش من صناعة الحاكم
الظالم و ليس الخالق العادل.
لست ضد الدين و التدين و
لكني اعتقد ان رجال الدين
يبيعون المقدس بالمدنس, اي
يبيعون الطهارة و الروح و
الحرية و الكرامة بدراهم
معدودات اي ثمن بخس
لمصلحة الحاكم الزائل و
يخونون الاله الخالد.
تهامة تمتلك الكثير من
المقومات الاقتصادية و الموقع
الجغرافي المميز و الثروات
لتصبح اقليم او دولة مستقلة
في المستقبل لا ينقصها سوى
ان تفكر بالمستقبل و مصير
الاجيال القادمة و التفكير
بشكل جدي للتخلص من هذا
الوضع البائس و ليس عيبا ان
يكون لنا طموح في
الاستقلال و العيش بكرامة و
الاستمتاع بملذات ثرواتنا و
خيرات ارضنا, ما نحتاجه هو
الوعي و التخلص من الخوف
و الجبن و الاخلاص لقضيتنا
و الانتصار لكرامتنا و ارضنا و
اعراضنا و لتكن انتفاضة او
ثورة من اجل الكرامة و
الارض و الحرية.
منقووول