بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة للشاعر الكبير بديوي الوقداني العتيبي ـــ رحمه الله ـــ
ويقال أنها أفضل قصيدة نبطية
أيامـنـا والليـالـي كــم نعاتبـــهـا=شبنا وشابت وعفنـا بعـض الأحوالـي
تاعـد مواعيـد والجاهـل مكذبـــهـا=واللي عرف حدها مـن همهـا سالـي
إن أقبلت يوم مـا تصفـى مشاربهـا=تقفي وتقبل وما دامـت علـى حالـي
فـي كـل يـوم تورينـا عجايبهـا=واليوم الأول تراه احسن مـن التالـي
أيـام فـي غلبهـا وايـام نغلبـهـا=وايـام فيهـا سـوا والدهـر ميالـي
جربت الأيام مثلـي مـن يجربهـا=تجريب عاقـل وذاق المـر والحالـي
نضحك مع الناس والدنيـا نلاعبهـا=نمشي مع الفي طوع حيث مـا مالـي
كـم مـن علـومٍ وكـم آداب نكسبهـا=والشعـر مـوزون مثقـالٍ بمثقالـي
اعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبهـا=عاقل ومجنون حاوى كـل الأشكالـي
لكـن حظـي ردي والـروح متعبـهـا=ما فادني حسن تاديبـي مـع أمثالـي
***=***
إن جيت ابي حاجـةٍ عـزت مطالبهـا=العفو ما واحدٍ في الناس يـا والـي
قـومٍ الـى جيتهـا رفـت شواربـهـا=بالضحك واقلوبها فيها الردا كالـي
وقومٍ الـى جيتهـا صكـت حواجبهـا=وابدت لي البغض في مقفاي واقبالي
ما كنـي إلا مسـوي حـال مغضبهـا=والكل في عشرتـه ماكـر ودجالـي
يا حيف تخفي أمـوراً كنـت حاسبهـا=واللي على بالهم كلـه علـى بالـي
الجـار جافـي وكـم قـومٍ محاربهـا=والأهل وأصحابنـا والـدون والعالـي
والروح وش عذرها في ترك واجبهـا=راح الحسب والنسب في جمع الأموالي
نفسي تبى العز والحاجـات تغصبهـا=ترمي بهـا بيـن أجاويـد وانذالـي
المـال يحـي رجـالاً لا حيـاة ابهـا=كالسيل يحـي الهشيـم الدمـدم البالـي
عفت المنازل وروحـي يـوم اجنبهـا=منها غنيمـه وعنهـا البعـد أولا لـي
***=***
لا خير في ديرةٍ يشقـى العزيـز ابهـا=يمشي مع الناس فـي هـمٍ وإذلالـي
دارٍ بهـا الخـوف دومٍ مـا يغايبـهـا=والجوع فيها ومعها بعض الاحوالـي
جوعـى سراحينهـا شبعـى ثعالبهـا=الكلـب والهـر يقـدم كـل ريبالـي
عز الفتى راس مالـه مـن مكاسبهـا=يا مرتضي الهون لا عـزٍّ ولا مالـي
قومٍ تـدوس الافاعـي مـع عقاربهـا=ولهـا عزايـم تهـد الشامـخ العالـي
خـل المنـازل وقـل للبيـن يندبـهـا=يبكي عليهـا بدمـع العيـن هطالـي
لا تعمـر الـدار والقـالات تخربـهـا=بيع الردي بالخساره واشتـر الغالـي
ما ضاقت الأرض وانسـدت مذاهبهـا=فيهـا السعـه والمراجـل والتفـتـالِي
دارٍ بــدار وجـيـرانٍ نقاربـهـا=وارضٍ بـأرض وأطـلالٍ بأطلالـي
والناس اجانيب ليـن إنـك تصاحبهـا=تكون منهـم كمـا قالـوا بالأمثالـي
***=***
الارض لله نمـشـي فــي مناكبـهـا=والله قـدر لـنـا أرزاق وآجـالـي
حـث المطايـا وشرِّقـهـا وغرِّبـهـا=واقطـع بهـا كـل فـجٍّ دارسٍ خالـي
واطعن انحـور الفيافـي فـي ترايبهـا=وابعد عن الهم تمسي خالـي البالـي
مـن كـل عمليـةٍ تقطـع براكبـهـا=فدافـد البـيـد درهــامٍ وزرفـالـي
تبعـدك عـن دار قـومٍ ودار تقربهـا=واختـر لنفسـك مع النـزال منـزالـي
لـو مـتّ فـي ديـرةٍ قفـراً جوانبهـا=فيها لوطي السباع الغبـس مدهالـي
اخيـر مـن ديـرةٍ يجفـاك صاحبهـا=كـم ذا الجفـا والتجافـي والتعلالـي
دوس المخاطر ولا تخشـى عواقبهـا=الموت واحـد وبعـد العـز يجلالـي
ان المنـايـا إذا مــدت مخالبـهـا=تدركك لو كنت في جو السمـا العالـي
ما قرت الاسـد فـي عالـي مراقبهـا=تسعى على الرزق ما حنـت للاشبالـي
***=***
والشمس في برجها والغيـم يحجبهـا=تقفي وتقبل لها فـي العـرش مجـدالِي
رب السماوات يـا محصـي كواكبهـا=يا مجري السفن في لجـات الأهوالـي
ضاقت بنـا الأرض واشتبـت شبايبهـا=والغيث محبوس يا معبـود يـا والـي
يـا الله مـن مزنـةٍ هبـت هبايبـهـا=ميعادها بات له فـي البحـر زلزالـي
ريح العوالـي مـن المنشـا تجاذبهـا=جذب الدلى من جباء مطويـة الجالـي
ديمومـةٍ سبلـت وأرخـت ذوايبـهـا=وانهل منهـا غزيـر الوبـل همالـي
تسقي ديـاراً شديـد الوقـت حاربهـا=ما عاد فيها لبعـض النـاس منزالـي
يـا جاهـل اسمـع تماثيلـن مرتبهـا=فيها معانـي جميـع القيـل والقالـي
مثـل المحابيـب زادت فـي قوالبهـا=في صرفها زايده عن قـرش واريالـي
يـا رب توبـه وروحـي لا تعذبهـا=يوم القيامه إذا مـا ضاقـت اعمالـي
وازكى صلاةٍ علـى المختـار نوهبهـا=شفيعنا يـوم حشـرٍ فيـه الأهوالـي