بسم الله الرحمن الرحيم.
بعدما يزيدُ عن نصفِ قرنٍ على ثورتَيْ أكتوبر وسبتمبر
اللتانِ ضحَّى فيهما اليمنيون بكل غالٍ ونفيس من أجل الإطاحة بحكم الفرد والأسرة الملكي الغاشم يومَ سالت الدماء واغتيلت الأرواح
وقدم شعبنا أسمى صور الشجاعة والنضال ولازلنا نترحَّمُ على أرواح الشهداء وسنبقى كذلكـ
يوم انتصر الشعب بإرادته بعد ملحمةٍ بطولية شاركـ فيها كل أفراد الشعب بمُختلف أطيافه وفئاته
وجاءت الجمهورية كحُلُمٍ تحقَّقَ بفضل الله وفرِحَ اليمنيون كثيراً واستبشروا
وتتالتِ السنون على الشعب اليمني وتعاقب الرؤساء في فترة قصيرة
ولعلنا لم ندرس شيئاً عنهم في المناهج لا أدري لماذا..؟!
إلا أننا دائما نقفز من عهد الإمامة والثورة والسلال قليلاً إلى عهد الرئيس علي عبد الله صالح أو الرئيس الصالح
كما يُحِبُّ أنْ يُسَمَّى....
المهم أنَّهُ وفي بدءِ عهد الرئيس الصالح كان الشعب اليمني في أوجّ رغبته للعطاء والتقدم والازدهار بطموحٍ عالي.
ولا ننسى حرب صيف 94 الذي حمى اليمنيونَ فيها الوحدة بأرواحهم ودمائهم وكل مايملكون
ومازال الرئيس الصالحُ يتغنَّى بالوحدة والجمهورية ناسياً كل الجوانب الأخـرى
حتى كدنا نكرهُ منهُ هذا فكلما أردنا التطلع إلى الأمام والاهتمام بالمستقبل عاد وذكرنا بالماضي
وحذرنا من أتباع الإمامة والرجعية و..و...الخ
وديدنُهُ في كل محفلٍ هو التداول السلمي للسلطة.
الانقلاب
ولكنه اليوم ينقلبُ على أهم أهداف الثورة وهو التخلص من الحكم الملكي والأسري...
بعد أن تخلص من تحسين الوضع الاقتصادي والحفاظ على كرامة اليمني
إنه اليومَ جاءَ والوضع (مايخارج) من تعديلاتٍ دستورية ولف دوران من أجل تصفير العداد فبعد أن حدّد الترشح لفترتين فقط ولمدة خمس سنوات لكل فترة وبعد أن انتهت جاء وقال نطول الفترة إلى سبع ونخليها فترتين مثلما هي فترتين
ثمّ وبعد انتهاء الفترتين جا وإن الخبر صدق..!
قام قال كيف يفعل....يخلع العداد أحسن...!
وهذه التعديلات الدستورية التي هي بالأصح لا دستوريةبأن يلغي عدد فترات الترشيح ويخليها مدى الحياة
ولا تنسوا المسرحية
حينما أطلق الإعلان السابق أنه لن يُرشح نفسهُ وحصلت (الزيطة والزمبليطة) والمراجعة وجمهرة الناس بالإغراء أو التخويف أو المتمصلحين أو اللي على نياتهم البعض.. ورجع ترشح...
انكشف الستار... وأصبح الصالحُطالحا
وأما اليوم فقد انكشف القناع ولو أنه كان مجرد قناع إلا أنه اليوم انكشفَ على حقيقته ومدى تمسّكِهِ بالرئاسة وأنهُ لن يُسلمها مهما كان شأنه شأن باقي الديكتاتوريين العرب...وطالما قال أن الكرسي من نار...وأنه يحكم على رؤوس أفاعي خلا الشعب أفاعي ورغم هذا فهو لا يزال يحبه...!!
وهكذا تنكَّر الصالح
تنكّر للشهداء وللمناضلين وللثورة
كلها ولا يهم مادام الغاية هي أن يبقى على الكرسي
فكم كذبَ علينا بكلامه عن التداول السلمي للسلطة واتضح زيف مباركة لكل ما قدمه الشعب في الثورتين
وهاهوُ يقول صراحةً لن أتخلى عن الرئاسة وهي لي ولأبنائي من بعدي واضربوا روسكم في الجدار
كما قال سابقاً (اللي ما يعجبه يشرب من البحر)
صالون الحلاقة.
لعلَّ الأخ الرئيس نسي صالون الحلاقة الذي نصح الرؤوساء العرب أن يدخلوه قائلاً (علينا أن نحلق لأنفسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون) بعد ما حدث للشهيد البطل صدام حسين...
وأتذكر يومها كيف أمـر بقلع صوره كلها من الشوارع بعدما حصل لصور صدام وتذكرت قول الزبيري رحمه الله
(إن الملوكـ وإن كانوا جبابرةً..لهم قلوب من الأطفالِ تنهزم)
فها قد انهزمَ بن علي التونسيوفرَّ هارباً وحلق له شعبُهْ
فما رأيكـ يا علي عبد الله تحلق لنفسكـ وللا يحلق لكـ الشعب..؟
ولا يغركـ الانتخابات فزين العابدين بن علي الذي ليس بزين ولا من العابدين لم تعقب الثورة سوى سنة تقريباً على انتخابهم له بأغلبية كاسحة لكنها بالقهر والتزوير
وفي النهاية الطالحُ لابد أن يطيحْ.