أقامت أحزاب اللقاء المشترك بمديرية عتق عاصمة محافظة شبوة مهرجانا جماهيريا حاشدا احتجاجا على ممارسات الحزب الحاكم تجاه الدستور والبلاد.
ووصف البرلماني الدكتور عبدالرحمن بافضل إن ما يقدم عليه الحزب الحاكم اليوم من تعديلات دستورية وقلع للعداد وتصفيره بالـ"فكرة الشيطانية" كما تساءل في كلمته امام المهرجان عن نصيب محافظة شبوة من النفط ،وقال لماذا لا يكون الرئيس القادم من أبناء الجنوب دعما للوحدة ووقفا للتأبيد والتمديد والتوريث؟
واضاف بافضل: لقد توقف الحوار مع الحزب الحاكم وسوف نحاور الشعب فهو الحكم معتبراً دخول الحزب الحاكم الانتخابات منفردا انتحار سياسي. ودعا بافضل الى نضال سلمي لان كلمة الشعب اقوى من قوة السلاح وتونس خير دليل،حد تعبيره.
وفي الجانب الاقتصادي قال بافضل ان جميع وزراء النفط الذين قابلتهم لايعرفون كم الناتج المحلي للوطن من النفط بالتحديد ، مشيراص وجوب ضبط الإيراد وترشيد النفقات لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب.
حضر المهرجان عدد من قيادات اللقاء المشترك والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
نص كلمة أحزاب المشترك بمديرية عتق شبوة
القاها الامين العام المساعد للاصلاح ناجي محسن الصمي:
أيها الإخوة الكرام :
سلام الله عليكم وأنتم تخرجون اليوم لتعبروا عن إرادة التغيير المتقدة في نفوس الأباة من أبناء هذا الشعب العظيم ، وسلام عليكم وأنتم تكسرون قيد الصمت والصبر على الظلم والضيم ، وسلام عليكم إذ تعلنون أن قطار التغيير سائر وأنه لن يقف إلا في محطة العزة والكرامة والانتصار لحق الشعب وأجياله في العيش حياة كريمة في أمن وعدل وحرية ومواطنة متساوية وفي دولة يحكمها نظام وقانون لا أهواء وأمزجة ، وسلام عليكم وأنتم تنتصرون لدماء الشهداء التي أريقت في معركة الاستقلال من الاحتلال البريطاني البغيض والحكم الامامي الظالم لتعلنوا اليوم رفضكم لهذا النظام الذي يجمع كل مساوئ الاحتلال والإمامة, نظام يسعى لاستعادة الملكية التي رفضها شعبنا في الماضي وهو أقدر على رفضها اليوم بعون الله وإرادته.
أيها الإخوة الكرام :
كم هو غريب أن يظن أولئك الحكام أن صبر الشعوب على الظلم وتحملها العنت هو علامة رضى وخضوع لظلمهم، وكم هو أغرب اعتقادهم أن إرادة الشعوب قد سلبت وأنها لا يمكن أن تصنع التغيير و من العجيب أنهم لا يعتبرون بغيرهم ولا يأخذون العظة مما يجري حولهم, أو ما سمعوا شاعر تونس العظيم أبو القاسم الشابي وهو يصرخ في يوم من الأيام
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلـي ولابد للقيد أن ينكسـر
فأراد شعب تونس التغيير بعد صبر طويل على الظلم فكان له ما أراد فانكسر القيد وهرب الطاغية وانجلى ليل الكبت والقهر.
وقال يوما أبو الأحرار وشهيدهم محمد محمود الزبيري
هنا البراكين هبت من مضاجعها تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهـم
لسنا الذي أيقضوها من مراقدها الظلم أيقظها والسخط والأ لـم
شعب تفلت من أغلال قاهـره حرا فأجفل عنه الظلم والظلـم
نبا عن السجن ثم ارتد يهدمـه كيلا يكبل فيه بعده قـدم
إن القيود التي كانت على قدمي صارت سهاما من السجان تنتقم
إن الأنين الذي كنا نردده سراً غدا صيحة تصغي لها الأمـم
والحق يبدأ في أهات مكتئـب وينتهي بزئير ملؤه النقـم
نعم إن الحق يبدأ في آهات مظلوم ومقهور ثم ينتهي بزئير ملئه النقم بدأ في آهات بوعزيزي وانتهى بفهم الطاغية وفراره ، وبلادنا فيها ملايين الآهات ، فهل على هذا النظام أن يختبر صبر الشعب لكي يفهم
أيها الإخوة الأحرار الكرام : إننا اليوم في لحظة مفصلية من تاريخ شعبنا الذي عانى على مدار عقود طويلة من الزمن من الحكم الفردي الاستبدادي الذي يمثل المكان الأمثل لنمو الفساد والتسلط ونهب الثروات والإثراء على حساب أنات الجياع وصرخات المقهورين ، وقد آن للشعب أن يقول كلمته وينتصر لقضيته وينتزع حقه، فما عاد السكوت يجدي ولا الصبر يحتمل فكل ساعة صبر من الشعب تقابل بمزيد من القهر وسلب الحقوق ونهب الوطن.لذا فإننا في أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني نقولها اليوم وبكل مسؤولية وطنية وإزاء هذا الاستهتار من السلطة وحزبها الحاكم إننا ماضون مع كل أبناء شعبنا لرفض سياسات الحاكم مؤكدين على مايلي :
إننا نراهن على إرادة الشعب وقدرته على الحفاظ على ثوابته التي ضحى من اجلها بتضحيات جسام عبر التاريخ وإن شعباً أنجب لبوزة والزبيري وغيرهم من شهدائه ورجالاته لن يقبل بعودة الحكم العائلي المتسلط.
إن الدستور ليس متاعاً يفصل ويعدل ويستبدل على مقاس الحاكم ورغباته وإنما هو عقد اجتماعي يجب أن تكون له هيبته، وإن الحديث عن تصفير العداد أو قلعه هو حديث يمثل إهانة للوطن الذي يراد له إن يرتهن لصالح فرد وعائلة.
نحيي هبة الشعب اليمني ونضاله السلمي التي انطلقت في كل ربوع الوطن والتي ترسم بداية المسير نحو عهد جديد عنوانه الحرية والكرامة والنضال السلمي لنيل الحقوق و الحريات، مدركين انه لابد من ثمن لهذا النضال ولابد من ضريبة تدفع وقد بدأت قيادة وقواعد المشترك وجماهير الشعب بدفع هذه التكاليف من حبس واختطاف واعتقال ونؤكد أن عدوان السلطة وعنجهيتها وإصرارها على المضي في دروب الطيش والتهور اللامحسوب لن توقف مسيرة التغيير والحرية.
إن القوات المسلحة والأمن التي يستعديها النظام ضد الشعب هم من أكثر فئات الشعب مظلومية ، فهم وقود المعارك التي يشعلها النظام وهم من تؤكل حقوقهم وتسلب وان الرهان على استعدائهم للشعب سيخسر لأنهم جزء من هذا الشعب المغلوب.
إن ما يتحدث عنه النظام وخطباؤه النجباء من التباكي على الفراغ الدستوري كحجة للسير وحيداً في الانتخابات هي عذر أقبح من ذنب, فنحن نعاني اليوم حالة فراغ وطني فالوطن كله مختطف والوحدة مسروقة والثروات منهوبة والوطن مجزأ ومؤسسات الدولة مؤممة والسيادة منتهكة ، ثم يأتي من يحدثنا عن فراغ دستوري وآخر ما يفكر هؤلاء باحترامه هو الدستور.
نحيي الشعب التونسي الذي أعاد صياغة التاريخ من جديد من خلال ثورته السلمية والشعبية العارمة ضد الطغيان التي أعادت لشعوبنا الأمل في إمكانية وضع حد للاستبداد وقد رأينا ذلك في حجم الرعب والهلع الذي انتاب تلك الأنظمة وخشيتها من تكرار التجربة في أماكن أخرى
وأخيرا نقول للحاكم أن العاقل من يتعظ بغيره و الرجوع إلى الحق فضيلة والاستمرار في الغي نهايته الهلاك.
مرة أخرى شكرا لحضوركم وتفاعلكم و ندعوكم إلى الاستمرار في السير على طريق النضال السلمي مع اللقاء المشترك و التفاعل مع كل فعالياته النضالية و حث المزيد من جماهير الشعب للالتحاق بقافلة النضال السلمي على أمل أن نلتقي وقد انزاح عن شعبنا كابوس الفساد وأشرقت نور الحرية. وانما ا لنصر صبر ساعة وفقكم الله وشد من أزركم وسيروا على بركة الله.