التربية بناء متين للمجتمع
من أهم متطلبات المجتمع
السليم والمواطن الصالح؟
هي التربية ولكن ليست أية
تربية تبني مجتمعا ذات أبنية
اجتماعية متينة وقوية؛
والتربية المقصودة هنا؟ تلك
التي تكون موجهة لتعاضد
أبناء المجتمع الواحد والتي
تعكس أفرادا ذوي تفكير
صحيح وسليم ومعتقدات
مسخرة لهذه العملية التربوية
لكن ماذا إذا حدث عكس ما
سبق بمعنى آخر إذا أصبح
أفراد المجتمع أفرادا سلبيين
في تفكيرهم ومفهوم التربية
عندهم تأخذ منحنى آخر
فالتربية في المعنى الأخير
عند بعض الأفراد هو مفهوم
غير واضح بكل ما يضم من
ادوار ووظائف ومساعدات فهو
ملتبس بأفكار ومفاهيم غير
صحيحة في الغالب بالرغم من
اختلاف العادات لتلك
المجتمعات وكذلك تختلف اسر
المجتمع الواحد في اختلاف
العادات لتلك المجتمعات،
وكذلك تختلف اسر المجتمع
الواحد في اختلاف تربية
أبنائها ولكنها في النهاية تتحد
في اتخاذ القرار المناسب ولو
لاحظنا نجد أن بعض الأسر
بالرغم من ارتكاب أبنائها
لأخطاء حتى وان كانت فادحة
في نظر الآخرين فإن لها
منظورا آخر بأن ما ارتكبه
أبناؤها لا يستحق العقاب
الأمر الذي يجعل الابن في
موقف يسمح له بارتكاب
المزيد من الأخطاء والمشكلة
الأعظم عندما تغفل الأسرة
مراقبة تصرفات ابنها، وتمييز
التصرفات والسلوكيات
الصحيحة وفي نهاية المطاف
بعد فوات الأوان تكتشف
الأسرة أن طريقتها في
التربية غير صحيحة ولذلك
لابد من التفكير مليا في
طريقة تربية الأبناء.
وان توضح لابنائها السلوكيات
الصحيحة المتناسبة وقيم
المجتمع والدين الإسلامي وان
تكون الأسرة قدوة في عملية
التطبيق وحتى لو كان الأبناء
مضادين لبعض السلوكيات
التي تراها الأسرة فان ترك
الأبناء وخاصة في مرحلة
المراهقة (بحجة أنهم أصبحوا
كباراً ولهم مطلق الحرية)
هي عبارة خاطئة ففي هذه
المرحلة بالذات الابن بحاجة
إلى من يرشده لبر الأمان فإذا
كان نوع التربية الأخيرة التي
أوضحتها موجودة وشائعة أدى
إلى وجود مشاكل لا تحصى
في المجتمع وبالتالي يصبح
المجتمع غير متوازن ولا
تؤدي أبنيته الأدوار المطلوبة
منه.
لذا يجب على كل أسرة أن
تضع عملية التربية نصب
عينيها وألا تعتبرها عملية
سهلة كما تعتقده بعض الأسر
وتتصرف على أن الزمن هو
كفيل بتربية أبنائها وان
أخطاءهم سيدركونها عاجلاً أم
آجلا دون وجود عملية
توجيهية منهم وبالتالي تهمل
قيامها بواجبها على الوجه
الأكمل.