عرقك إلى أين سيأخذك ؟
بالطبع جميعنا يعرق ويتصبب عرقاً فى هذا الصيف.. قد نعرق ونحن نسير فى الشارع.. أو ونحن نمارس رياضة.. أو ونحن نركب أحد وسائل المواصلات.. أو ونحن فى طريقنا للمسجد.. أو ونحن فى طريقنا للعمل.. أو ونحن... أو نحن.. وللأسف وأقول للأسف نرى بعض الشباب يتصبب عرقاً وهو يرقص فى أحد صالحات الديسكو.. فهل سألنا أنفسنا هل سيكون شاهداً لنا أم علينا ؟ هل سيكون عرقنا فى ميزان حسناتنا أم فى ميزان سيئاتنا ؟.. عرقك أخى الكريم إلى أين ؟! كيف سيكون عرقنا يوم تدنوا الشمس من الرؤس ؟!..
يقول عبد المعطي عبد الغني :- إذا بلغ العرق منك مبلغة فى هذا الصيف ، فقل :- يا نفس أرشح قطرات من العرق يضايقك مع ما تجدين من وسائل تجفيفه ؟.. فكيف بك إذا عرق الجبين في سكرات الموت ؟! كيف بك إذا غرق الناس في عرقهم يوم القيامة كل بحسب عمله ؟ إلي أين سيبلغ عرقك يوم القيامة ؟ إلي كعبيك، أم ركبتيك ، أم حقويك ، أم سيلجمك العرق؟!
ما أشرفه من عرق..
يقول ابن القيم :- ( كل نفس وكل عرق يخرج فى الدنيا فى غير سبيل الله... سيخرج يوم القيامة حسره وندامه.. )
قطرات العرق أيها الحبيب.. ما أجمل أن تكون خارجة فى سبيل الله.. فى طريق نشر الدعوة الإسلامية.. ما أحلاه عرق يتصبب على الجبين وأنت تحمل ما يستر فقيراً.. ما أطهره من عرق يخرج وأنت تمشى فى حاجة أخيك.. ما أطهره عرق يخرج وأنت تسعى على اليتيم والمسكين والأرم.. ما أشرفه عرق يتصبب وأنت فى طريقك للمسجد .. ما أقدسه عرق وأنت تجاهد فى سبيل الله.. وما أروع ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم :- ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) رواه الترمذي.. وما أجمل ما قيل هنا :- ( اعلموا أن كل عرق لم يخرجه جهاد فى سبيل الله فسيخرجه الحياء والخوف من الله يوم القيامة )
عرق الشهداء..
فوجئ جعفر شقيق الشهيدين القساميين محمد وعاصم ريحان من بلدة تل جنوب غرب نابلس لدى فتح قبر الشهيد محمد بعد مرور مائة يوم على استشهاده في يوم 18/2/2002 و أثناء محاولة العائلة والأهالي تجهيز القبر لبناء ضريحه وضريح الشهيد القسامي ياسر عصيدة من كتائب القسام فوجئوا برائحة المسك المعطرة تفوح بعبقها من الجثمان لدى فتح القبر، ولمس جعفر دم الشهيد فوجده لا زال ساخناً وكان نائماً نومة العروس المطمئنة وأنه فكّر بإيقاظه، ورأى عرقه على جبينه ومسحه بيده أمام ذهول الناس، والأكثر عجباً ودليلاً على كرامة الشهداء هو أن لحية الشهيد قد طالت أكثر فكبر الأهالي وحمدوا الله تعالى على كرامة الشهيد.
بحر من العرق..
عن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- ( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل.. قال سليم بن عامر :-والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض أو الميل التي تكحل به العين قال فتكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه ).
وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- ( إن العرق ليذهب يوم القيامة في الأرض سبعين باعاً, وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم ) متفق عليه
أريدك أن تتخيل معي هذا المشهد أخي الحبيب :- ( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)
عرق أهل الجنة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ، ولا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يمتخطون ).. قالوا :- فما بال الطعام ؟.. قال :- ( جشاء ورشح -أي عرق - كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النَّفَس ) رواه مسلم
وعن زيد بن أرقم قال :- جاء رجل من أهل الكتاب إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم, أتزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون, فقال :- نعم والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مئة رجل في الأكل والشرب والجماع\" قال: فإذا الذي يأكل ويشرب يكون له حاجه, والجنة طيبة ليس فيها أذى ؟ قال :\" حاجة أحدهم عرق وهو كريح المسك \".
لطيفة فى عرق الحبيب صلى الله عليه وسلم
- عن أنس رضي الله عنه قال :-دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عندنا ( نام ) ، فعرق ، وجاءت أمي بقارورة ( زجاجة ) ، فجعلت تسلت ( تجمع ) العرق فيها ، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :- يا أم سليم ، ما هذا الذي تصنعين ؟.. قالت :- هذا عرقك نجعله لطيبنا ، وهو أطيب الطيب.. رواه مسلم في كتاب الفضائل، وأحمد.
- وقال أنس رضي الله عنه :- ( كأن عرقه اللؤلؤ )..
- وقالت عائشة رضي الله عنها :- ( كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر ، وكان كفه كف عطار طيباً مسها بطيب أو لم يمسها يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه \"، أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه و أخرجه أبو يعلى والبزار وذكره الحافظ في الفتح وقال اسناده صحيح.