سقاك الحي المنهل ياجبل الخضراء ولابرحت منك المسرة والبشرى
ترى منك اوطان العدين ودورها كابواب بلورعلى حلة خضرى
-بلاد العدين بمديرياتها الاربع العدين ، حزم العدين ، فرع العدين ، مذيخرة العدين..
فيروزة بيضاء تجلس على حلةٍ سندسيةٍ خضراء ،وزمردة خضراء ساحرة تدهش زوارها بمناظرها الجميلة الخلابة، وعذوبة هوائها النقي ، ومعالمها الطبيعية الأخاذة ريحانة الخلود ،طبيعة ساحرة كل ما فيها يجسد الجمال,إذ تتجمل صورتها الحية في أحضان كتلها الجبلية المرتفعة، وقراها المعلقة على القمم، وكأنها تسامر النجوم.
العدين قديماً
في القرن الحادي عشر الميلادي كانت العدين امتدادا لعاصمة الدولة الإسماعيلية التي كانت عاصمتها مذيخرة في عهد الملك علي بن الفضل ، والعدين جزء من أرض الكلاع التي كانت تسمى سابقاً بالمخلاف ويشمل هذا المخلاف عدة مدن إذ أنه واسع مترامي الأطراف خصب التربة وافر بالخير والبركة ؛حيث كانت أحد مواقع محطات القوافل التجارية بين العرب.
وقد اختلف في سبب تسمية العدين بالعدين فالبعض يرى انه نسبة الى عودي البن والقات اللذين تشتهر بهما وانها كنت تسمى العودين ولكن خففت التسمية بحذف الواو والصحيح ان العدين من الاسماء الحميرية المعروفة فهي تصغير عدن وهناك اكثر من عدن في اليمن كما ان هناك الاعدان والعدنه وعدنها والعدن والتسمية القديمة لتعز المدينة ذي عدينه اذا فهي حميرية التسمية والنسب ويوجد بها عدد من القلاع والحصون التاريخية مثل حصن الحقيبة في الدفدف في عزلة بني هات وحصون القفلة ويفوز وعزان في عزلة بني عواض وحصن زهقان في عزلة الحصابيين وحصن يريس في عزلة يريس حزم العدين وحصن قرعد في مذيخرة وغيرهم من الحصون وقد عرفت العدين في التاريخ الاسلامي قيام دولتين حميريتين هما دولة المناخيين اسسها السلطان جعفر ابن ابراهيم المناخي وكانت عاصمته مذيخرة وامتدت دولته من تخوم تهامة في جبل راس الى مايسمى اليوم بمحافظة اب حيث كان يسمى مخلاف جعفر وقد انتهت هذه الدولة على يد على ابن الفضل الذي اتخذ من مذيخرة عاصمة له بعد توحيد كل اليمن ، اما ال\دولة الثانية فهي سلطنة الكلاعيين في حزم العدين التي اسسها السلطان سعد بن وائل الحميري وقد امتدت لتشمل وصاب وحبيش ومناطق من تهامة.
تقع مديرية العدين في الجنوب الغربي لمحافظة إب وتبعد عن المحافظة بطريق إسفلتي يقدر بحوالي
(30) كيلو متر تقريباً، يحدها من الغرب مديرية فرع العدين ومن الشمال مديريتى حزم العدين وحبيش ومن الشرق مديريتا إب وجبلة.
كما أن للعدين تأريخاً عريقاً وحافل بالكثير من المعالم التاريخية القديمة،والتي لاتزال بعض أطلالها راسخة حتى اليوم منها: الجامع الكبير الذي بني قبل مئات السنين ،بداخله بركة كبيرة تسمى بركة العقود وهي مبنية من تسعة عقود بطول(3)أمتار وقد بنيت لتزويد الجامع بالمياه،حيث تصل إليها المياه عبر ساقية ممتدة من سفح جبل مرتفع يبعد عن الجامع بـ( 5كم ) تقريباً تندفع منه ينابيع الماء لتتجمع في منطقة تسمى بـ(الحسية) ،تزود الحسية إلى جانب الجامع السد الكبير بالمياه الذي لازال راسخا حتى اليوم والذي عرف بسد (يوم) وهو الذي بناه قديماً ،كما أنه في السابق كان يشكل مصدراً أساسيا لتزويد أهالي المدينة بالمياه؛أما حديثا فيستخدم للسباحة فقط ويبلغ عمق هذا السد ما يقارب
(20)متراً ومكون من أربعة أدوار طول الدور الواحد (5)أمتار ومبنياً بأحجار زاهية البياض ويعتليه جبل شاهق بني على قمته قلعة تسمى بـ(دار كتفى) التي بنيت في القرن السادس الهجري ، وكان آنذاك موقع حماية للمدينة من أية أخطار قد تواجهها ؛ أما اليوم فقد أصبح هذا المعلم التاريخي مهجوراً يستخدمه بعض أهالي المنطقة لتخزين الحبوب وأعلاف الحيوانات وأشياء أخرى ، ومن المعالم القديمة أيضاً جامع المدرسة الذي كان يدَرس فيه القرءان الكريم وعلوم الفقه والحديث وعلوم دينية أخرى.
كما يوجد في العدين أودية خصبة الأرض ودائمة الجريان بالمياه وغنية بمختلف أنواع الخضروات والحبوب والفاكهة.
اعتبرت تلك الأودية كمتنفس للزائرين للمدينة منها وادي عنة) وسمي بهذا الاسم حسب ما ذكر المؤرخون نسبة إلى عنة بن مثبوب الأكبر بن غريب،هذا الوادي كثيف بالأشجار الخضراء وغني بالمنتجات الزراعية المتنوعة منها على سبيل المثال: البن، قصب السكر،الجوافة،الموز،المان جو،العنب الشامي،التين،وغيرها.
(وادي الدور) الذي اكتسب شهرة واسعة لما له من مقومات طبيعية ومناظر خلابة وجو روحاني يسلب الروح ،وتغنى به الكثير من الفنانين اليمنيين وقال الشعر فيه رواد يمنيون منها ما قاله القاضي علي محمد العنسي ((وامغرد بوادي الدور من فوق الأغصان وامهيج صبباتي بترديد الألحان... لانت عاشق ولا مثلي مفارق الأوطان)) وغناها كثير من الفنانين الكبار منهم الفنان الراحل على الأنسي والفنان أبو بكر سالم بالفقيه.
(وادي القصبي) وهو وادي صغير أكثر منتجاته الزراعية (البن العديني) المعروف،تمر مياهه عبر مدينة زبيد لتصل إلى البحر الأحمر.
واعتبرت هذه الوديان من أجمل الأودية في محافظة إب؛ حيث أصبحت متنفسا سياحيا يتوافد إليه الكثير من أبناء المحافظة والمناطق المجاورة لها بشكل دائم ومستمر.
الحمامات الطبيعية
وفي العدين حمامات طبيعية علاجية يقبل عليها الناس للاستشفاء ؛حيث ينصبون خيامهم لعدة أيام يبدؤون فيها بالجلوس في الأحواض بغرض التعرق ومن ثم التعرض للأبخرة الكبريتية ليأتي بعدها الاستحمام ، وحمام الشعراني وحمام الاسلوم وحمام جبل بحري والابعون والشعراني هو أحد أهم هذه الحمامات الطبيعية حيث يبعد عن المدينة بحوالي (4) كم، ويقع في وادي عنة،وحمام جبل بحري ويبعد عن المدينة بحوالي (7) كم وحمامي الأسلوم و الأبعون.