لحظة يتصورها كل أب وأم بعيدة جدا ولا يصدقان أنه سوف يأتي اليوم الذي يريان
فيه طفلتهما - التي تحبو أمامهما - وهي تزف إلى بيت زوجها وتبدأ حياة جديدة
مكونة أسرة جديدة أو لبنة صغيرة من لبنات هذا المجتمع.*
*ويظل معظم الآباء والامهات يعاملون بناتهم كطفلة أبدا, فلا يهتمون بالاستعداد
لتلك اللحظة الا ببعض الاهتمامات المادية فقط من شراء مستلزمات العروس التي تقع
على الأب ولا ينتبهون لشئ أعظم خطرا وأعمق أثرا وأدوم سعادة لابنتهم أن يعلموها
ماذا يعني كونها زوجة !** *
*فتجدهم لا يغرسون فيها معاني الزوجية وأهدافها ووسائلها ومقوماتها, ويظنون أن
أمامهم متسعا من الوقت لتعليمها كل شئ عن الزواج, وينسون أن هناك محاضن
ومؤثرات
تربي أبناءهم في تلك الموضوعات وأشباهها نيابة عنهم بصورة قد تختلف
كليا عن ثوابت التربية التي يحرص عليها الآباء والأمهات عليها.** *
*وبالتالي فقد نشأ جيل من الفتيات لا تعرف عن الزواج إلا فستانا أبيضا ولفظ
عروس وتجهيز بيت الزوجية واختيار وترتيب لأثاثه وحفل زفاف تكون فيه تلك البنت
الملكة المتوجة في اليوم الذي تنتظره كأي فتاة, وتظن بمفهومها الذي كونته من
جميع المؤثرات الخارجية : أن الزواج لا يعدو كونه رحلة تنزه وكثرة أسفار وخروج
ورجل يحبها على أتم الاستعداد لفعل كل مايرضيها لتحقيق السعادة الكاملة التي
تنشدها, ولكي تتباهى به وبتصرفاته وبكلماته ووعوده على صويحباتها, وتظن أنها
لن تفعل شيئا لإنجاح تلك العلاقة الزوجية وأنها ذاهبة فقط للاستمتاع بالحياة
الرغدة الجديدة.*
*وينسي معظم الناس تربية وإعداد البنات على الاستعداد للحياة مع رجل لم تعرفه
من قبل ولم تخبر طباعه وتصرفاته, رجل سيصبح بين عشية وضحاها أهم إنسان في
حياتها وسيصبح إرضاؤه بابا من أحد أهم أبواب الجنة, وليس لها بعد رضاه عنها