رفيقة الدرب.. ماذا حل بالحب؟
ذبلت براعمه أم تاه في الدربِ؟
يا أم طفلي يا نوراً يضئ لنا
من نوره البدر ، والأنواء ، والشهبِ
يا بسمة الغيث تحيي الأرض ضحكتها
يا قطرة الخير في الآبار والسحبِ
يا نغمة الود.. ما أحلى النشيد بها
يا همسة الحب في الأقوال والكتبِ
إذا ذكرتك ذاب القلب من وله
وإن نسيتك هام العقل في الحبِ
روحي وعقلي أسارى في مرابعكم
هل تحسنين فداء العاشق الصبِ؟
ماذا دهى الحب؟ قد غابت ملامحه
وأقفرت أرضه تشكو من الجدبِ
أتذكرين زمان الوصل في بلد
تروى محاسنه بالشعر والخطبِ
أيام كنا على الجبهات نحرسها
ونطلب الموت والجنات والعُربِ
ونبذل الروح باسم الدين نرخصها
ومن يغادرنا قد فاز بالطلبِ
قالت أحبك يا سيفاً أراق دمي
وكم مشينا سوياً في هدى الربِ
وكم نشرنا على الآفاق ضحكتنا
وكم همسنا بكل الشرق والغربِ
إني أحبك حباً لا يقاربه
حب البنون ، ولا الأموال ، والنسبِ
حباً يفوق مدى الأيام ما جمعت
روح المحبين من شوق ومن صببِ
لكن قلبك في الساحات مرتحلاً
على الخيول خليل السيف والتعبِ
كم ليلة قمت مرعوباً تصيح بنا
هاتوا سلاحي فخيل الله في الكثبِ
وكم ضحكت وتخفي الدمع في حزن
وكم عشقت قليل العيش والنَصَبِ
فأي حب لغير الله مبتذل
وأي بذل لغير الله لم يطبِ
هذا فؤادك.. بركان يفيض دماً
تهوى الشهادة.. تبغيها كما النجبِ