نبا نيوز - أحمد غالب
المغلس -
ثمة ضغوط تجتاح المجتمع
اليمني قبيل استقباله لعيد
الأضحى المبارك، الذي يأتي
هذا العام في ظل أوضاع
إقتصادية متواضعة للأسرة
اليمنية..أما الأكثر صخباً
وضغطاً إعلامياً التجهيزات
والاستعدادات المتواصلة
لتدشين المهرجان الرياضي
خليجي (20) الذي تنظمه
بلادنا وسط تداعيات ومكايدات
ومؤامرات داخلية وخارجية
غير مسبوقة، أخرجت الحدث
المنتظر من حجمه الرياضي
إلى بعده السياسي
والإقليمي، حتى أصبح حديث
الساعة وشغلنا الشاغل، مع
أن القادمين إلينا إخوة أشقاء،
هم أهل الدار يعلمون أن
الشعب اليمني مضياف
والشهامة سجية فيه.
العيدُ بروحانيته وتجدد معانيه
وقيمه، ارتباطه الدائم بضيوف
الرحمن وحجاج بيته يُعيد
الدفء والحيوية وقيمة
التسامح والألفة إلى الأسرة
والمجتمع معاً، محطة ربانية
ذات معانٍ عظيمة تجمع
الديني إلى الإنساني في
لوحة جمالية رائعة لاتعرف
الغلو، بل التنوع والتعايش
الآمن والاستقرار المنتج.
غير أن العيد هذا العام بقدر
ما يحمل من قيم المحبة
والسلم، يضاعف من حجم
الأعباء النفسية والمادية التي
تواجه الأسرة اليمنية، نظراً
للظروف النسبية التي يمر بها
الاقتصاد اليمني تأثراً بالأزمة
المالية والاقتصادية التي
تجتاح العالم، إضافة للأعباء
والمشاكل الداخلية التي
فرضت نفسها وأثرت في
عمق الحالة والحاجة
والمرحلة والإدارة والسياسة
والممارسة الديموقراطية
وحوار الفرقاء، وتعامي
الساسة والأحزاب(سلطة
ومعارضة) عن المرحلة
الحرجة التي يمر بها اليمن
وتتربص باليمنيين.
الحديث في هذا الموضوع
ليس تبرماً من تحمل
المسئولية أو تشكياً من
المرحلة التي لابد وأن
تتضافر جهودنا الرسمية
والشعبية، الحزبية والمستقلة،
السلطة والمعارضة، للخروج
من الأزمة التي سعى البعض
في الداخل أو الخارج
لتفصيلها على مقاسنا، ومن
ثم التسويق الموجه إعلامياً
باتجاه تشويه معالم الشخصية
الاعتبارية والدولية لليمن
الأرض والإنسان، بقصد
الاستحواذ عليه والتخلص من
منافسته إقليمياً ليس إلا، لكننا
- ولله الحمد والشكر - لدينا
القدرة على مواجهة الحقيقة
والحالة بصدق وموضوعية
برغم الظروف كلها نملك
مفتاح بوابة التغيير للحياة
والمرحلة والرهانات.
خليجي (20) كان من حظ
بلادنا أن تنظمه في ظل
ظروف محلية وإقليمية ودولية
غاية في الحساسية، كأن
الأقدار شاءت أن تضعنا أمام
اختبار واختيار، أما الاختبار
فلمقدرتنا على تحمل
المسئوليات واللحظات الحرجة
والأمور الجسام والمواقف
الصعبة، وأما الاختيار فقد
تجسمت وتجسدت من خلال
تعريفنا المتكرر للمحبين
والمكايدين، وأهمية خارطة
الوفاء للوفاء، إنتاج متعمد
للظروف والمشاحنات من قبل
هذا أو ذاك.
المفيد في الأمر أن دورة
خليجي(20) عرّت الكثير من
الأشخاص والدول والمواقف
ولمّعت الكثير من الأشخاص
والدول والمواقف، للتاريخ
والمراحل ميزانها العادل
وحكمها النافذ ودورتها
المتجددة وعجلتها التي لا
تسكن حركتها ودورانها.
لماذا يحاول البعض قراءة
خطابنا الترحيبي من الوضع
المقلوب حتى تركوا لكل
متقول أن يقول مايريد
ويسقط كل مافي جعبته في
الملعب الأخضر الذي لايحتاج
لأكثر من ثقة وإرادة؟