نبأ نيوز- د. عبد الغني الحاجبي-
يقول البعض أن اليمن كسبت
الرهان، ويقول آخر أن
المراهنين على إفشال
البطولة قد فشلوا، ويقول بأن
احتمال الفشل ما زال قائماً.
وفي الحقيقة فإن القطار
عندما ينطلق من محطة
المغادرة لا يستطيع أن يوقفه
إلا قائده. ولذلك فإن القيادة
السياسية في اليمن ودول
الخليج ومن ورائهم شعوبهم
الواعية بأهمية هذه البطولة
الكروية بالنسبة لليمن
واليمنيين بشكل خاص
وللخليج بشكل عام ماضية
وحريصة كل الحرص على
وصول القطار إلى محطته
النهائية.
ولذلك لا نقل أن اليمن كسبت
الرهان في تنظيم كأس
خليجي عشرين لأنه، وإن
كانت قد أثيرت ضجة إعلامية
تشويشية ضخمة من بعض
وسائل الإعلام الداخلي أو
الخارجي قبيل انطلاق
البطولة، فإنها ماضية في
تنظيم هذه الدورة لا رجعة
فيها، بل نقول أن من راهنوا
على إفشالها أقل من أن
يلتفت إلى رهاناتهم، وبشكل
طبيعي فإنهم قد فشلوا أيما
فشل قبل انطلاق البطولة.
اليمن أرادت التمسك بحقها
في تنظيم البطولة كونها أحد
الفرق المشاركة فيها وبهذا
فإن وجودها على المستويين
التنظيمي والكروي في نفس
الوقت يعد نجاحاً كبيراً للبلاد
والمواطنين، لا سيما وأن
خليجي 20 يحل رحاله في
اليمن وهي تحتفل بعامها
العشرين على تحقيق الوحدة
اليمنية. أرادت اليمن أن تثبت
قدرتها على تنظيم بطولة
كروية بهذا الحجم كي توصل
رسالة مفادها أن قطاع
الطرق وخاطفي السيارات
ومرعبي الناس في بعض
مديريات الضالع وأبين لا
يمكنهم أن يثنوا الدولة على
ما هي ماضية فيه لما من
شأنه مصلحة اليمن واليمنيين
سياسياً واقتصادياً ورياضيا.
منذ اللحظات الأولى لوصول
الوفود الكروية والإعلامية
الخليجية والعربية إلى
مدينتي عدن وأبين، تبددت
آخر الشكوك لدى من صدق
تلك الشائعات أو حتى لدى
من يبثونها عبر منتدياتهم
الانفصالية على شبة الانترنت
والتي تعج صفحاتها ببرامجهم
التي تتمثل في نشر الرعب
وقطع الطرقات والهجمات
على المواطنين ورجال الأمن
وتهييج المناطقية والعنف
والتخلي هن هويتهم اليمنية
ووصف أبناء المحافظات
الشمالية بصفات عنصرية
مقيتة. لكن وصول تلك الوفود
إلى مدينة عدن وزيارتها
لمدينة أبين كانت بمثابة طعنه
في صدور هؤلاء الحاقدين
الذين لا يزالون يخططون
لإفشالها عبر برامجهم الدموية
على صفحات منتدياتهم.
وما أثلج الصدر أكثر هي
الشهادات التي سمعناها عبر
وسائل الإعلام الخليجية سواء
من الفرق الرياضية أو
أجهزتها الإدارية أو من
المشجعين أو من الطواقم
الإعلامية نفسها وهم يتحدثون
عن المستوى العالي في
التجهيز والاستقبال والتنظيم
لهذا الحدث الكروي والحالة
الأمنية المستقرة وهم يجوبون
شوارع عدن وأبين بكل حرية
وتبادلهم الجماهير اليمنية
التحايا والترحاب بصدور
مفعمة بالحب والإخاء.
وبعد تبدد كل تلك الشكوك
والشائعات عن الحالة الأمنية
أو الجاهزية التنظيمية فإن
الأنظار تتجه الآن إلى ثلاثة
أحداث هامة أولها مستوى
حفلي الافتتاح والختام اللذان
تبقى ذكراهما مطبوعة لفترة
طويلة في أذهان الرياضيين
والجمهور والمتابعين، وكذلك
المستوى التنظيمي الذي
سيلمسه المشاركين في
البطولة والجماهير الرياضية،
وأما الحدث الثالث فهو
المستوى الكروي الذي
سيظهر به المنتخب اليمني.
وكلنا أمل بأن اليمن قيادة
ومنتخباً ومن ورائهم الجماهير
والشعب قادرين على تحقيق
تلك النقاط الثلاث الرئيسية،
وكما أثبتت جدارتها في
الإعداد والتنظيم فإنها قادرة
على تحقيق مركزاً كروياً
متقدماً في البطولة...
ولتسقط رهانات قطاع الطرق!