«العُدين» تدشّن ثورة ضد «طغيان» المشائخ
أثار مقتل المواطن الجعوش وولده على يد أحد المشائخ غضباً شعبياً في وأسس الأهالي ساحة اعتصام أسموها «ساحة نصرة المظلوم»
«العُدين» تدشّن ثورة ضد «طغيان» المشائخ
المصدر أونلاين ـ إب ـ مختار الرحبي
ثلاثة أسابيع ومنطقة العدين بمحافظة إب تشهد احتجاجات ضد «طغيان» المشائخ الذين مازالوا يسيطرون على كل مفاصل الحياة.
الانتفاضة بدأت قبل نصف شهر عندما نشب خلاف بين الشيخ علي الجمال وأولاده من جهة، وبين أحمد الجعوش ونجله عيسى من جهة أخرى بسبب أراضٍ يقال إنها تتبع الشيخ ويعمل بها الجعوش، وكان الخلاف على الضمان بحسب مصادر محلية، وتطور الخلاف لينتهي بمقتل المواطن الجعوش ونجله عيسى على يد الشيخ الجمال وأولاده.
بعد الحادث فر الشيخ وأولاده الى مستوصف أبو سليم وتجمع مجموعة من أهالي المنطقة وقاموا بمحاصرة المتهمين (الشيخ الجمال وأولاده) دون أن تقوم الجهات الأمنية بالدور المطلوب، بعدها جاء الشيخ جبران بن صادق باشا إلى المكان وتعهد بأن يحل القضية، لكن ما إن تم إخراج المحاصرَين المتهمين في جريمة القتل حتى اختفوا وأصبحوا فارين لا يعرف مكانهم، رغم حديث بعض الأهالي انهم عند الشيخ جبران باشا، ولم يتم تسليمهم الى النيابة حتى لحظة كتابة هذا التقرير مساء الاثنين، وهو ما أدي الى تفاقم الوضع وخروج الشباب وأهالي العدين وقيامهم بقطع الطريق الحيوي الذي يربط بين محافظة إب والعدين من جهة وبين العدين والحديدة من الجهة الأخرى، وتم إعلان ساحة نصرة المظلوم التي أقيمت فيها أول صلاة جمعة الأسبوع الماضي، حيث احتشدت فيها جموع غاضبة رددت شعارات تطالب برحيل المشائخ وتردد «لا مشائخ بعد اليوم».
وكانت العدين قد شهدت على مدار الأيام الماضية خروج يومي لمسيرات تجوب شوارع المدينة وتردد شعارات تطالب بطرد المشائخ المتسلطين، وكانت مسيرة راجلة أطلق عليها مسيرة نصرة المظلوم انطلقت من العدين ووصلت الى أمام مقر المحافظة وطالبت بمحاسبة القتلة وتقديمهم الى القضاء ومحاسبة المتسترين علي القتلة بحسب بيان تم توزيعه.
وتعتبر هذه الانتفاضة هي الأولى التي يخرج فيها مواطنون من العدين للمطالبة برحيل المشائخ، حيث أكد مجموعة من شباب المنطقة انهم بصدد رصد الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها المشائخ طيلة السنوات السابقة وتقديمها الى المحكمة المتخصصة وتقديم الملف إلى المنظمات الحقوقية، وأنهم يعدون لمؤتمر صحفي في الأيام القادمة لتوضيح كثير من القضايا عن ما يمارسه مشائخ العدين ضد المواطنين.
من جانب آخر تشهد مدينة إب تضامناً كبيراً مع أهالي العدين الذين يقودون ثورة ضد مشائخ متسلطين، وقد قام بعض شباب الثورة في ساحة خليج الحرية بالإعلان عن تسمية الجمعة القادمة بـ«يوم نصرة المظلوم»، وقام وفد من الصحفيين في المحافظة بزيارة العدين وعرضوا شهادات عن القضية.
تاريخ مظلم وسجون خاصة
العدين بمديرياتها الأربع تقع تحت رحمة مشائخ نافذين لا يزالون يمتلكون سجوناً خاصة لعل أكبرها كان تابعاً لكبير مشائخ العدين الشيخ صادق بن باشا، وكان محافظ إب الأسبق عبدالقادر هلال قاد حملة إلى المنطقة وقام بإخراج المعتقلين خارج إطار القانون من سجون تابعة لبعض المشائخ، وكانت هذه الحادثة سبباً في تقليل السجون الخاصة، لكنها لا تزال موجودة في كثير من قرى ومناطق العدين، ولم تفلح الدولة في القضاء على السجون الخاصة بسبب تورط وتواطؤ المسؤولين الأمنيين هناك مع المشائخ المتنفذين.
الشيخ جبران باشا يدافع عن نفسه
يشغل جبران باشا عضوية المجلس المحلي بالمحافظة ممثلاً عن مديرية العدين ويرأس إحدى لجان المجلس، ويستمد جبران أهميته من كونه ابن الشيخ صادق باشا. جدد جبران وعده لآل الجعوش بالقبض على القتلة بعد «فشل الأمن» في أداء هذه المهمة، كما دافع عن سمعته ضد من وصفهم بالمرجفين، حول ما اتهم به من التستر وتهريب الجناة وقال الشيخ جبران باشا في صفحته على الفيس بوك «الإخوة الأعزاء أحيي فيكم وقوفكم الى جانب قضية أحمد محمد الجعوش وولده عيسى رحمهما الله، وأريد هنا التوضيح حول موقفي من القضية حيث لا يعلم ما في النوايا والسرائر الا الله، أولا: كان وصولي الى مستوصف ابو سليم مكان حصار الشيخ الجمالي وأصحابه الساعة الواحدة والنصف ظهرا بعد فشل الأمن في احتواء الموقف، وقد كان الموقف مهيأ للانفجار في أي وقت بسبب وجود مجاميع مسلحة من جماعة الشيخ الجمالي في مفرق وادي الدور بغرض اخراج أصحابهم من المستوصف، وبالمقابل مجاميع مسلحة من أبناء العدين محاصرة للمكان».
وأضاف جبران «فكان تدخلي لتدارك الموقف وعمل حلول تحول دون حدوث مواجهة بين الطرفين ونظرا لفشل الأمن في احتواء المشكلة فقد وضعت في موقف لا أحسد عليه وذلك لثقة الطرفين بي».
وجدد الوعد بتسليم الجاني للعدالة بقوله «عموما ولعدم الإطالة أؤكد للجميع بان ما وعدت به ال الجعوش هو دين في وجهي ورقبتي واجب السداد وفي القريب العاجل وأما السبب في تأخير تسليم الجاني هو سبب قاهر خارج عن ارادتي وليس من اجل الهيمنة او غير ذلك».
واختتم دفاعه عن نفسه بالقول «وإن أبناء العدين التي لي شرف الانتماء الى أرضها وناسها خير شهود عن أخلاقيات وسلوكيات جبران باشا وليس غيرهم من المرجفين واصحاب تصفية الحسابات».
وكان الشيخ الشيخ جبران باشا قد اعلن انضمامه للثورة في بدايتها واعلن استقالته من المؤتمر الشعبي العام وشارك في كثير من الفعاليات، لكن شباب من الثورة في اب قالوا إن على جبران باشا أن يقدم الجناة الى النيابة او انه سيكون طرفاً في القضية كمتستر، ويجب ان يقدم للقضاء وقال وان اهداف ثورتنا العدالة والمساواة وبناء دولة مدنية وليس دولة مشائخ متنفذين. وانتقدوا الموكب الذي يسير فيه الشيخ جبران حيث تصل عدد سيارات موكبه الى خمس سيارات وكثير من المرافقين.