يبدو أننا نعيش في آخر
الزمن عندما يتحذلق مزيفو
الحقائق وخالطي الأوراق،
باسم الحرية، وباسم الصحافة،
وباسم تعدد الآراء، ويخلطون
الأوراق بين الحق والباطل
مستفيدين من قدرتهم على
استعمال القلم.
هؤلاء النفر أي كانوا، ومهما
كانت مكانتهم التاريخية
والسياسية والثقافية، هم
مزيفون للحقيقة ومزورون
للواقع، ومعاكسون للمنطق
والطبيعة البشرية، التي تعشق
الأمن والأمان والاستقرار،
هؤلاء مهما كانت مواقعهم
وأماكن سكناهم بيننا، في
النهاية هم مجرمون ماداموا
مساهمين في تشجيع
استعمال العنف ضد البشر،
هؤلاء الناس لا يعجبهم العجب
ولا الصيام في رجب ولا آذار
أو تشرين، هؤلاء المأزومون
ابتلينا بهم وابتليت بهم بلادنا،
يسلطون أقلامهم ليوهموا
القارىء البسيط أن المجرمين
القتلة لهم قضية، وهم على
حق، وأن ما تقوم به الدولة
ضد القتلة والإرهابيين هو
الباطل، وهذا هو منطقهم
المقلوب الذي يروجون له.
هؤلاء عصابة القلم لو كانوا
يكتبون ما يكتبونه الآن في
بلاد الغرب بهذا التوجه
لرأيناهم خلف القضبان من
الليلة الثانية.
لا يمكن لعاقل أن يقبل
الأفكار التي يروجون لها،
والمبررات التي يطرحونها
لتبرير أعمال الإرهابيين
والخارجين عن القانون، إلا أن
تكون مهامهم المشاركة
والمساهمة في هذه الأعمال،
والتشجيع على الاستمرار في
دورة العنف بغسل عقلية
المتلقين لكتاباتهم الدنيئة.
هؤلاء الكتبة يعتقدون أو لنقل
يزيفون الحقائق أمام القراء
في المواقع الألكترونية
والصحف الصفراء، وسيتهموننا
أننا كتاب سلطة إذا كنا نحن
كتاب سلطة، ونرفض العنف
بكل صوره وتلك جريمتنا،
فماذا نسميهم وهم الذين
يبررون العنف ويختلقون له
الأسباب بدلاً من رفضه ومقته
والمطالبة بإيقافه ؟!
عندما تقرأ لكاتب أو معلق أو
محلل تفسيراً وتبريراً لعملية
إرهابية وقتل جنود قابعين
خلف المتارس لحمايتهم
وحماية أولادهم من الأشرار،
ماذا عسانا نقول عنهم سوى
أن من يقف خلف الأشرار هم
أشرار أيضاً.
لا يمكن إطلاقاً وبأي مقياس
سياسي أو اجتماعي أو ديني
أن نبرر لمختل فكرياً وليس
عقلياً جريمته، باسم الحوثيين
أو الحراك أو القاعدة أو بأي
مسمى كان، إلا إذا كنا من
مؤيدي هؤلاء، وبالتالي
مشاركيهم في أفعالهم
الشنعاء تلك.
إن من حق الكاتب والصحفي
والمحلل أن يتحفنا بآرائه
ورؤيته ووجهات نظره في
جرائم اجتماعية وجنائية،
ولكن ليس من حقه أن يدخل
البسطاء من القراء في
دهاليز تبريراته لمرتكبي
جرائم القتل والتقطع، والتي
لايختلف على وصفها اثنان
راشدان على أنها جريمة.
القرآن الكريم " كلام الله "
واضح ولا يحتاج إلى من ينكر
الرفض القاطع لكل من يسلك
طريق قتل النفس التي حرم
الله، والجريمة الكبرى أنه
يرتكب جريمته في الشهر
الحرام، جريمة القتل في
رمضان أو في شعبان هي
جريمه، لكن تنفيذها في
رمضان الشهر الكريم توضح
بما لايدعو للشك أن القتلة
بعيدون عن الدين ومعرفة
الحلال والحرام بعد السماوات
عن الأرض، فأي بشر هؤلاء ؟!
لا يمكن لأي كان أن يبرر
للقاتل جريمته عندما يختلف
مع الحكومة أو الدولة،
ويرفض ذلك عندما يتفق
ويتحالف معهم.
إن التعرض للجنود وغيرهم
وقتالهم وقتلهم جريمة ينبذها
المجتمع المسالم والمسلم
ونحن كذلك، مثله مثل
التعرض لأي مواطن وقتله
وقتاله أيضاً جريمة، سواء
موظفاً في الدولة أو غير
ذلك، ومن هو المعتوه الوغد
الذي يؤمن عكس ذلك.
إن رجال الأمن ـ كما هو
معروف في كل بقعة من بقاع
المعمورة ـ يسخرون حياتهم
لحماية أرواحنا وأولادنا وبلادنا
حتى نعيش في أمن وأمان
واستقرار، فمن بحق رب
الكعبة يطلب غير ذلك ؟!
لا أريد أن أطيل عليكم،
وأذكركم بأننا لو فقدنا الأمن
سنفقد كل وسائل الحياة بكل
أشكالها، وسيصبح المجرمون
وعصابات القتل في كل مكان
وكل فصيلة ستقاتل الأخرى
للسيطرة على المكان،
وسيختفي عن الأنظار كل من
يبررون للمجرمين هذه الأيام،
لأننا وهم سنكون الضحايا
لتلك العصابات التي يبررون
لها أفعالها، وعندما تتغير
الصورة ـ لا قدر الله ـ
سيكونون هم أول الفارين من
البلاد.
قد يكون لي مطلب مسلوب
وحق ضائع ومال مغتصب،
وقد أكون مظلوماً، وقد يكون
لي هدف ما، لكن إنصافي لن
يأتي باللجوء إلى استعمال
العنف وممارسة جريمة القتل
بحجج مختلفة، مرة سياسية
ومرة دينية، فهذا أسلوب
مرفوض وجريمة استحق
القصاص عليها أنا ومن
يساعدني على تنفيذها.
إن دعم رجال الأمن
ومساندتهم ومساعدتهم فرض
واجب على الجميع، فهم الذين
يتحملون الصعاب والمشاق،
حتى ينعم الجميع بالأمن
والأمان للعباد والبلاد فهل يعي
هؤلاء الأولاد الأوغاد ؟
كل الشكر لهاذا الكاتب القدير
فريد بن عباد
اتمناء ان يعي كل من يبرر
كل الاعمال البشعه التي
يرتكبها اعدى الوطن
فلا يمكن تبريرها تحت اي
مسما كان