بقلم/ عبدالكريم حسين
في الآونة الأخيرة كثر في بلادنا الناشطون والناشطات, والمتظاهرون والمتظاهرات, والمعتصمون والمعتصمات والحانقون والحانقات والمخاصمون والمخاصمات والقابضون والقابضات, ومن أولئك الناشطة القابضة " توكل كرمان " أو" الأخ توكل كرمان "
التي تتظاهر وتعتصم بمناسبة وبدون مناسبة, فلو حدثت مشكلة في الصين أونيكاراغو لابتدعتها مناسبة لمظاهرة في صنعاء وإن لم تجد خلقت قضية من العدم, وذلك نشاطها وعملها, فالجعاشن قضيتها وإجراء الانتخابات في موعدها أكبر مشكلة عندها و" الغاوون " و" الهبل " من ورائها, ومن يتتبع هذه الناشطة ويراقب ما تعمله وتقوم به سيجد أنها لاتقوم بذلك لوجه الله ولا من باب الخوف على و طن أو على ناسه بل لأنها أصلا " ناشطة قابضة " تستلم مقابل كل ذلك أموالا من منظمات وما إن يصلها تحويل من هذه الجهة أو تلك حتى تتحول إلى " ناشطة مسعورة " لا تميز بين النشاط العقلاني في التعبير عن الحرية والرأي الآخر وهي مكفولة طبقاً للدستور وبين النشاط المدفوع بشيكات وأصبح لديها قدرة عجيبة في التظاهر في تبني القضايا من العدم. آخر أخبار هذه الأخت أو" الأخ توكل " وربما أولها انه خصص لها مبلغ 400 ألف دولار من " فاعل خير " أجنبي ليس لإحياء فعالية تعود على نساء اليمن بالخير والفائدة بل لإحياء مظاهرة ورفع شعارات وترديد هتافات إيذانا لمعركة لاتقل عن معركة ثأر قتل فيها أخ أو ابن عم أو زوج, وليت شعري لوكان لهذه المرأة رجل يشغلها او تهتم بإدارة شؤون بيتها واسرتها لما ظلت تنتقل من شارع إلى شارع ومن حي إلى حي بحثا عن قضية ومشروع مدفوع الثمن مسبقا. " توكل " حسب علمي توجهها " إسلامي " لكن يبدو أن انفتاحها على الغرب وتأثرها بالحياة الأمريكية والأوروبية ومحاولة تقليد الغرب في كل شيء يعمله, طغى على المعتقد والمنهج ومع ذلك فلا هي حافظت على إسلامية المسلم الأصل ولا هي أتقنت تقليد عالم ما بعد الحدود فكان تقليدها سيئا وكانت هي أسوأ المقلدين وإن كانت أبرع القابضين.
وبقدر ما صرت أشفق على هذه المرأة من " جنون " حب المظاهرات والإدلاء بالتصريحات مرة لهذه القناة ومرة لتلك, بقدر ما أشفق أكثر على أولئك المساكين الذين يصدقونها ويجرون بعدها وكأنها الراحلة " الأم تريزا " في ملجأ أومعبد في الهند ومن حولها أيتام وأطفال شوارع, وهم لايعلمون حقيقتها ولايدركون أن ما تقوم به ليس مجانا ولا بدافع وطني أو أخلاقي بل بـ" مقابل " وأي مقابل, فقريبا ستصبح واحدة من الثريات في بلادنا مادامت " حنفية دعم الناشطات " مفتوحة وأيدي فاعلي " الخير " والمانحين والممولين ممدودة لكل عمل يحدث ضجيجا وصراخا وعويلا ويستنسخ كل ساعة " ناحبة" أو" باكية " تهدم حيا أو قرية هنا أوهناك ثم تبكي على أطلالها.
" توكل كرمان ", كما يبدو تريد أن " تجعشن " حياتنا جعشن الله حياتها, وتريد أن تتونس أوضاعنا تونس الله وضعها, وتريد أن تجعل من كل شاب يمني " بوعزيزي " سيدي أبوزيد يحرق نفسه في ميدان التحرير أو جامعة صنعاء, وكم أتمنى لوكانت صادقة لبدأت بنفسها واحرقتها في ميدان عام لتثبت لنا أن كل ما تعمله هو لله ومن أجل مرضاته وإن كان ذلك انتحارا لانريده لا لها ولا لغيرها وليس عملا وطنيا أو فدائيا أصلا من يقوم بذلك لإيصال صوته أو قضيته إلى الآخرين بل عمل همجي لايقوم به إلا مجنون او مهبول مسلوب الإرادة!