يبحث العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يقيم في المغرب منذ 22 كانون الثاني/يناير الماضي مع الولايات المتحدة "الحل المشرف" للرئيس المصري حسني مبارك.
وذكرت "القدس العربي" في عددها الصادر يوم الاحد 6 فبراير/ شباط نقلا عن مصادر وصفت هذه المباحثات بـ"المتشنجة جدا"، والتي عاب فيها الملك السعودي على واشنطن تخليها عن حليف تاريخي مثل الرئيس حسني مبارك، رغم الخدمات التي قدمها للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، سواء موقفه إبان الحرب ضد العراق الأولى والثانية، والوقوف سدا في وجه ما وصف بـ"بالأطماع الإيرانية"، ومواجهة طهران في لبنان.
واكدت المصادر أن المباحثات بين الأمريكيين والملك عبد الله بمشاركة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تدار عبر مبعوث أمريكي خاص، وأحيانا قد تكون مباشرة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وتشدد هذه المصادر على ان ملك السعودية يصر على مخرج مشرف لحسني مبارك لأنه يرى ان كل نهاية على شاكلة ما حصل مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي تشجع الشعوب العربية على تنحية حكامها عبر التظاهرات والثورات، الامر الذي ترفضه الرياض، وهو ما جعلها على دفع مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله الى التنديد بها، واعتبار خروج الجماهير في التظاهرات بمثابة "عمل إجرامي".
وتبرز المصادر أن الرياض تعتبر أن أحسن رد على سياسة واشنطن التي تتخلى عن حلفائها هو تبني سياسة تشدد تجاه إسرائيل، وكذلك تبني سياسة حوار متين مع الإيرانيين لتفادي أي صراع مذهبي وعسكري مستقبلا، وكسب تعاطف الجماهير، وبالتالي تفادي هزات اجتماعية، لاسيما أن المصريين شددوا في ثورتهم الحالية ليس فقط على مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب الديمقراطية، بل على استعادة مصر لدورها التاريخي في الشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك سياسة التشدد ضد إسرائيل،
من جهة اخرى اوضحت الصحيفة الضغوطات المختلفة التي تتعرض لها واشنطن من طرف حليف آخر وهي إسرائيل، حيث تخشى تل ابيب مشاركة الإخوان المسلمين في الحكومات المقبلة التي تعتبر انها مسألة وقت فقط، خاصة وان مواقفهم المناهضة لإسرائيل معروفة.
ويرى الخبراء أن الجيش المصري الذي يعد من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط كان في هدنة مع إسرائيل لمدة تربو على 20 عاما، والآن قد يتحول الى مصدر خطر في حالة وصول حكومة تجعل من ضمن أولوياتها الضغط على إسرائيل، لاحترام تعهداتها الدولية ومن ضمنها اتفاقيات السلام التي تنص على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
يذكر ان صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أشارت منذ أيام الى وجود توتر بين واشنطن ودول خليجية حول مستقبل حسني مبارك.