أتريد أن يسترك الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تطلع على أسرار وعورات بعض الناس إما مباشرة لاحتكاكك القوي بهم، أو لحاجتهم إلى استشارتك في خصوصياتهم، أوبطريقة غير مباشرة كأن تصلك أخبارهم,وربما اطلعت على أمور حساسة تخص أحدهم,فاحذر,أن
يكون هتك تلك المستور حديثك في المكالمات الهاتفية والمجالس الخاصة،سترك الله,لا تتهاون بذكر أسماء الأشخاص عند سردك للمواقف والأحداث التي هي في الغالب أسرار خاصة بأصحابها، ويغنيك عن ذلك إن كنت لابد قائلاً أن
تقول,هناك شخص فعل كذا،أو شخص حدث له كذا,بشرط ألا يتمكن السامع من معرفة الشخص الذي تقصده بهذه الطريقة ،تحفظ لسانك من الغيبة، وتستر عورات المسلمين من أن تنكشف أمام الناس عن طريقك فتأثم,فاطلاعك على
بعض الأمور الخاصة بأصحابها أوقربك من الأحداث الساخنة لا يبيح لك نشرها,لأن المؤمن يستر وينصح,والمنافق يهتك ويفضح,والمطلوب منك النصيحة لله،والستر على المسلم ما لم يجاهر بمعصية، أو يتمادى فيها,أتريد أن يسترك
الله, استر على المسلمين والمسلمات واحتسب,أن يسترك الله في أعظم يوم تحتاج فيه إلى الستر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يستر عبد عبداً في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)رواه مسلم.وليس في هذا ما يقتضي ترك
الإنكار عليه فيما بينك وبينه,ارحمني يا الله,كم مرة دعوت بها في صلاتك,الرحمة قريبة منك عندما تحسن إلى مسلم بالستر عليه تعرض نفسك لرحمة الله، قال الله تعالى(إن رحمة الله تعالى قريب من المحسنين)واحتسب أن يتحقق لك
الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)رواه البخاري فكما أنك لا تحب أن يهتك سترك أمام الناس فإياك أن تهتك أستارهم,واحتسب أن يحسن إسلامك،فليس كل مسلم محسن، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم(من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)رواه البخاري ، والحديث عن أسرار الناس,وفضحهم أمر لا يعنيك ولم يكلفك الله به,فلا هو يدخلك الجنة ولا يباعدك عن النار,والإنسان مأجور على ترك
الغيبة,ومن يتكلم في خفايا الناس ويهتك أستارهم فقد اغتابه,وهو سبحانه يحب الستر ولا يحب الفضح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله عز وجل حليم حيي ستير يحب الحياء والستر)صححه الألباني,احتسب عند سترك
على مسلم أو مسلمة أنك تحافظ على المجتمع من انتشار الفواحش،وكف الأذى عن المسلمين، حتى لا يهتك الله سترك،والجزاء من جنس العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان
قلبه،لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره)رواه أبو داود في سننه,ولكن,الستر لا يعني أن تترك الإنكار والنصيحة لمن يحتاجها، بشرط ألا تفضحه مادام مستتراً غير مجاهر,إلا
إذا كان سترك عليه يجعله يتمادى في غيه ويعينه على الفساد، فحينها يجب أن ترفع أمره إلى من يقوم على إصلاحه وتأديبه،وأنت في ذلك كله مأجور إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من عذاب الله,أنت بحاجة للستير
سبحانه,كان نبيك صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بالستر،عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال,كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح(اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة،
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي،واحفظني من بين يدي ،ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ،وأعوذ بك أن أغتال من تحتي) أخرجه أحمد.