كانت بعض النساء المتعبدات الصالحات, قد وقعت في نفس رجلٍ غني ثريٍّ, وكانت جميلةً بارعة الحسن, وكانت تُخطَبُ فتأبى الزواج !!, فبلغ الرجل أنها تريد الحج, فاشترى ثلاثمائة بعير !! ونادى : مَن أراد الحج فليكترِ من فلان !!, فاكترتْ منه المرأة بعيراً لتسافر عليه (أي استأجرت منه ), فلما كان في بعض الطريق جاءها الرجل الثري,فقال : إما أن تُزوجيني نفسكِ, وإما غير ذلك !!( يعني الفاحشة ), فقالت له: ويحكَ اتق الله !!, فقال : ماهو إلا ماتسمعين !!, والله ماأنا بجمَّالٍ ولا خرجت إلا من أجلكِ !!.
فلمَّا خافت على نفسها قالت له : ويحكَ انظر هل بقي في الرجال (أي الذين معنا في القافلة) عَينٌ لم تنم ؟!!, فقال لها : لا!! لقد ناموا كلهم جميعاً !!, فقالت له: وهل نامتْ عينُ ربِّ العالمين!!, ثم شهقتْ شهقةً, خرّت معها ميتةً رحمها الله, وخرَّ الرجل مغشياً عليه, فلما أفاق قال: ويحي قتلتُ نفساً ولم أبلغ شهوتي !!".
{كتاب" روضة المحبين " لابن القيم(بتصرف)}